كربلاء/ عدي الحاج

تُعاني محافظة كربلاء المقدسة 108 كم جنوب العاصمة بغداد، من نقص واضح في المستشفيات والخدمات الصحية المقدّمة للمواطنين في ظل تزايد عدد السكان وكثرة النزوح والهجرة إليها من المحافظات الأخرى، وإنّ عدم إستيعاب مستشفى الحسين العام الوحيد في مركز المدينة لأعداد المرضى الذين يراجعونها، لذا جاء مشروع المستشفى التركي في المحافظة وهو واحد من خمسة مستشفيات في العراق تنفّذها شركة (يونيفرسل أجارسان التركية) ضمن مشاريع الخطة الإستثمارية لوزارة الصحة، حيث تبلغ مساحة بناء المستشفى 80 ألف متر مربع من مساحة إجمالية للمشروع تبلغ 56 دونماً تقع في ناحية الحر (غربي المحافظة) وبكلفة 150 مليون دولار ومدّة تنفيذ أمدّها 33 شهراً، وتمّت المباشرة بهذا المشروع في شهر آب من العام 2009، ومن المخطّط أن يتّسع المستشفى لـ (400) سرير.

إنتقادات حول توقّف العمل

إنتقد نوّاب وسياسيون محلّيون ومواطنون كربلائيون توقّف العمل في مشروع المستشفى التركي العام بمحافظة كربلاء المقدسة منذ ما يُقارب الخمس سنوات بسبب بعض الإشكالات مع الشركة المنفّذة، ودعوا في ذات الوقت رئيس الوزراء السابق حينها والحالي لدعم المشروع وحل كافّة الإشكالات، كون ومنذ فترات زمنية طويلة يُعاني أهالي المحافظة الأمرّين في حال مرضهم ومراجعتهم للمراكز الصحية بسبب غياب خدمات المستشفى الحكومي العام الوحيد بالمحافظة، ممّا أدّى لإنشاء عدد من المستشفيات الأهلية التي باتت ملاذاً لميسوري الحال لكنّها بقيت حلماً صعب المنال بالنسبة للطبقات الفقيرة والمتوسطة.

مطالبات للإسراع بإكمال المشروع

طالب المئات من أهالي محافظة كربلاء المقدسة وعدد من سياسييها وزارة الصحة للإسراع في إكمال مشروع المستشفى التركي العام كون أنّ مستشفى الحسيني (عليه السلام) التعليمي العام تُعتبر المستشفى الحكومي الوحيد في المحافظة، وهي لا تستقطب إلا الطبقة الفقيرة، رُغم إفتتاح العتبات المقدسة الحسينية والعباسية الكثير من المستشفيات الأهلية لكنّها لا تستوعب إلا الطبقة الغنية والميسورة مادياً.

وفي وقت سابق، أكد مدير صحة المحافظة، الدكتور صباح الموسوي، أنّه "لا توجد لدينا بنية تحتية، فمن المؤمّل من هذه المستشفى أن يكون مستشفى عاماً يُقدّم الخدمات لأهالي المحافظة الذين حُرموا من أي مستشفى حديث".

وناشد حينها الموسوي، رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، بدعم المشروع وحل كافّة الإشكالات مع الشركة التركية المنفّذة للمشروع، مبيّناً له أنّ "أعمال الإنشاء المتبقّية بسيطة وقليلة".

مشروع أكل عليه الدهر وشرب

يؤكّد النائب الثاني لمحافظ كربلاء المقدسة، علي الميالي في حديث لوكالة النبأ للأخبار، إنّ "المشكلة الكبيرة في مشروع المستشفى التركي أنّه مُجهّز بالأجهزة الكبيرة مثل أجهزة المعجّلات الخطّية لعلاج السرطان والأجهزة التشخيصية الكبيرة، وقد مضى على وجودها في هذا الموقع ما يُقارب العشر سنوات، ما قد يُؤدّي الى إندثارها لأنّ عمر هذه الأجهزة هو أكثر من سبع سنوات تقريباً".

خطوات محلية بحاجة الى دعم

أعلن عضو لجنة الإعمار في مجلس المحافظة، نافع الميالي، اليوم الإثنين، عن "إستمرار زيارات اللجنة للمشاريع المهمّة في المحافظة والمتأخّرة في الإنجاز ومنها مشروع المستشفى التركي (مستشفى الإمام الصادق – عليه السلام) العام".

وأضاف في حديث لمراسل وكالة النبأ للأخبار، أنّ "رئيس اللجنة يوسف الحبوبي يُرافقه عدد من أعضاء اللجنة والمجلس، إستمعوا خلال زيارة المشروع الى المشاكل والمعوّقات التي تُواجه العمل من الإشراف الهندسي لدى وزارة الصحة وكذلك من الجانب الشركة التركية المُنفّذة للمشروع "مشيراً الى أنّ "الإشراف الهندسي أوجز جميع المشاكل بأربع نقاط وهي مشكلة عدم حسم الكيبل الضوئي وربط الماء والمجاري وكذلك أعمال بلدية التبليط المؤدّي الى المستشفى".

وتابع الميالي، أنّ اللجنة سجّلت تلك النقاط وأوعدت بمناقشتها داخل المجلس لغرض مخاطبة وزارة الصحة على أمل حسمها من أجل أن تكون تلك الخدمات جاهزة مع إفتتاح المشروع قريباً "مبيّناً في ذات الوقت أنّ "المشروع شهد تحرّكاً ملموساً بعد زيارة معالي وزير الصحة الأخيرة الإسبوع الماضي، وأنّ الشركة المنفّذة للمشروع ماضية بالموعد الذي قطعته للوزير وللحكومة المحلية بإفتتاح المستشفى أمام المواطنين والتي قوامها ستة أشهر".

يُعتبر تلكّؤ المشاريع مشكلة كبيرة في محافظة كربلاء المقدسة، فهناك مئات المشاريع المتوقّفة نهائياً والمتلكّئة جزئياً على الرُغم من الدعوات المتكرّرة لوضع حد لهذه المشكلة، إلا أنّ الحلول مازالت بعيدة وقاصرة خصوصاً المشاريع العملاقة ومنها مشروع المستشفى التركي العام الذي لم يرى النور حتى اللحظة في ظل تعرّض أجهزة طبية تُقدّر قيمتها بخمسة ملايين دولار للتلف ليكون الخاسر الأكبر هو المواطن الكربلائي. انتهى/ ع

اضف تعليق