تتصاعد وتيرة الصراع في شمال سوريا، حيث تشهد مدينة حلب معارك هي الأعنف منذ سنوات بين الفصائل المسلحة والقوات الحكومية، مع دخول القوات الروسية بشكل مكثف لدعم الحكومة السورية في مواجهة الهجوم المفاجئ الذي تقوده فصائل مدعومة من تركيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، أن قواتها الجوية تنفذ ضربات مكثفة ضد مواقع الفصائل المسلحة التي وصفتها بـ"الإرهابية"، مؤكدة القضاء على أكثر من 200 مسلح خلال الساعات الماضية.
وقال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي، أوليغ إغناسيوك، إن "العمليات مستمرة لصدّ العدوان المسلح، وتستهدف الضربات مواقع القيادة ومستودعات الأسلحة والعناصر المسلحة".
في المقابل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الفصائل المسلحة تمكنت من السيطرة على خمسة أحياء جنوبية وغربية في حلب، مشيرًا إلى ضعف المقاومة التي أبدتها القوات الحكومية في هذه المناطق.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن "الفصائل دخلت أحياء استراتيجية، بينها مقر قيادة الشرطة، واقتربت من فرض سيطرتها الكاملة على المدينة".
وأعلنت الفصائل المسحلة إطلاق سراح 100 معتقل من سجن الأمن العسكري بحلب، فيما فرضت حظر تجوال حتى صباح السبت، ونشرت صورًا تُظهر تقدمها في حي الفردوس وسط المدينة.
بالتزامن مع التطورات الميدانية في حلب، دعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى اجتماع أمني طارئ برئاسة بنيامين نتنياهو، مساء الجمعة، لبحث تداعيات التصعيد في سوريا.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاجتماع سيضم قادة الأجهزة الأمنية والسياسية لمناقشة الخطوات المقبلة.
تأتي هذه المعارك في ظل تعقيدات إقليمية ودولية متزايدة، حيث تلعب روسيا دورًا محوريًا في دعم الحكومة السورية منذ تدخلها العسكري في 2015، مما غيّر موازين القوى لصالح دمشق.
ومع تصاعد حدة القتال، يخشى مراقبون من أن يؤدي هذا التصعيد إلى تدخلات إقليمية أوسع تزيد من تأزيم المشهد السوري.
المصدر: وكالات
م.ال
اضف تعليق