مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية في بغداد، تستعد العاصمة العراقية لتكون محط أنظار العالم العربي، مستثمرة زخم الحدث الدبلوماسي في الترويج لملفها السياحي، وذلك بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025، في خطوة يراها خبراء ومختصون فرصة استراتيجية لتعزيز مكانة العراق على الخارطة السياحية الإقليمية والدولية.

النائبة سميعة الغلاب، عضو لجنة الثقافة والسياحة والإعلام النيابية، أكدت، أن اللجنة تبذل جهوداً متواصلة بالتنسيق مع مكتب رئيس الوزراء واللجنة العليا المعنية بفعالية "بغداد عاصمة السياحة العربية"، في إطار التحضيرات لاستضافة القمة.

وأوضحت أن اللجنة وضعت برامج وخططاً مشتركة مع الجهات التنفيذية وهيئة السياحة، لتقديم العراق كوجهة سياحية بارزة، عبر مشاريع تطويرية تشمل المواقع الأثرية والبنية التحتية والخدمات.

وأضافت الغلاب، أن هذه الجهود تهدف إلى إيصال رسالة واضحة للعالم مفادها أن "العراق، بلد الحضارات الأولى، يستعيد مكانته الثقافية والسياحية"، مشيرة إلى أن القمة تمثل محطة مهمة لتسويق صورة بغداد التاريخية والحضارية.

من جانبه، كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والسياحة والآثار، أحمد العلياوي، عن تشكيل غرفة عمليات خاصة بالقمة، تعمل بالتنسيق مع الوزارات المعنية، لمتابعة المهام المتعلقة بوزارة الثقافة، إلى جانب غرفة أخرى تهتم بجوانب بغداد السياحية والثقافية.

وأشار العلياوي إلى، أن الوفود المشاركة، التي تضم رؤساء ووزراء وإعلاميين، ستتمكن من الاطلاع على معالم العاصمة التاريخية، ضمن جولات ميدانية وزيارات مرافقة للقمة.

وأكد، أن هذه القمة تمثل "رسالة طمأنة حقيقية" للسائح العربي والأجنبي، وتبرز استقرار العراق الأمني والاجتماعي والاقتصادي.

وأوضح، أن اجتماعات لجنة بغداد عاصمة السياحة لعام 2025، التي يرأسها وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني، تركز على إبراز البعد الثقافي والحضاري للعاصمة، وتعزيز صورتها الإيجابية لدى المشاركين.

وقال مدير العلاقات الدولية في هيئة السياحة، علي ياسين، إن الهيئة أعدت برنامجاً شاملاً يتضمن زيارات لأبرز المعالم التاريخية في بغداد، كشارع المتنبي وسوق السراي والقصر العباسي والمتحف الوطني، بالإضافة إلى مطاعم تقدم الأطباق العراقية التراثية مثل "المسكوف".

وأكد ياسين، أن الهيئة وفّرت فرقاً ميدانية متخصصة لاستقبال الوفود وتلبية متطلباتهم، بالإضافة إلى توزيع مطبوعات سياحية تضم دليلاً خاصاً ببغداد كعاصمة للسياحة العربية، في إطار حملة إعلامية تهدف إلى تعزيز صورة العراق كوجهة آمنة ومضيافة.

كما أوضح، أن البرنامج يتضمن تنظيم أمسيات ثقافية للتعريف بالمطبخ العراقي، فضلاً عن تنظيم جولات نهارية وليلية تشمل مناطق عقرقوف، وسلمان باك، والمدينة القديمة، والمتاحف، بدعم مباشر من مندوبي الهيئة المتواجدين مع الوفود على مدار الساعة.

الخبير الاقتصادي أحمد عبد ربه عدّ استضافة القمة العربية في بغداد، متزامنة مع اختيارها عاصمة للسياحة، "فرصة نادرة يجب اغتنامها" لإطلاق حملات ترويجية متكاملة تشمل المطبوعات، والأفلام الوثائقية، والمجسمات الرقمية التفاعلية التي تسلط الضوء على مواقع مثل بابل وأور وأربيل.

ودعا عبد ربه إلى تنظيم فعاليات ثقافية موازية على هامش القمة، تشارك فيها شخصيات فنية وإعلامية لتعزيز الدبلوماسية الثقافية، واقترح تخصيص جلسة خاصة داخل جدول القمة لعرض مشاريع تطويرية تشمل مناطق كـ"شط العرب، الحبانية، وجزيرة أم الخصاصيف"، مع تقديم دعوات للمستثمرين العرب للمساهمة في دعم السياحة العراقية.

في السياق ذاته، قال الخبير الاقتصادي أحمد صدام، إن وجود المؤثرين والإعلاميين العرب بين المشاركين يمثل "أداة مهمة" لنقل صورة العراق سياحياً إلى الخارج.

وأشار إلى، أهمية تنظيم جولات موثقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية، لاستثمار هذه القمة في تسليط الضوء على مقومات السياحة في العراق.

كما اقترح صدام إقامة مهرجان فني أو معرض تراثي ضمن فعاليات القمة، إلى جانب دعوة الوفود لزيارة أبرز المواقع الثقافية في بغداد، وفتح حوارات حول فرص الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.


م.ال

اضف تعليق