مع انطلاق العام الدراسي الجديد، يواجه الكثير من الأهالي تحديات في تهيئة أطفالهم للعودة إلى مقاعد الدراسة بعد عطلة طويلة. خبراء التربية يؤكدون أن الأسلوب الأمثل يبدأ بالتهيئة النفسية، من خلال الحديث الإيجابي عن المدرسة وتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره ومخاوفه، بما يعزز ثقته بنفسه ويخفف من قلقه.

ويرى المختصون أن تنظيم الروتين اليومي خطوة أساسية، إذ يُنصح بإعادة ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ مبكراً، وتقليل ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية، إلى جانب إعداد جدول متوازن يضم وقتاً للمراجعة والراحة والأنشطة الترفيهية.

كما يشدد التربويون على أهمية المراجعة الخفيفة للدروس السابقة وتخصيص مكان مناسب للدراسة داخل المنزل، مع إظهار اهتمام الأهل بما يتعلمه الطفل وتشجيعه على الإنجاز.

أما على المستوى الاجتماعي، فيُفضل دعم الطفل لتكوين صداقات جديدة، وتعزيز التواصل بين الأسرة والمعلمين لمتابعة تقدمه الدراسي، مع الحرص على عدم مقارنته بالآخرين.

وفي الجانب الصحي، ينصح الأطباء بضرورة توفير وجبات غذائية متوازنة، وتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة اليومية، إضافة إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية والالتزام بالتطعيمات اللازمة.

وبحسب التوصيات التربوية، فإن تهيئة الطفل بشكل متكامل ـ نفسياً، أكاديمياً، اجتماعياً وصحياً ـ تجعل العودة إلى المدرسة أكثر سهولة، وتضمن بداية عام دراسي ناجحة مليئة بالحيوية والتحفيز.

وجاء في تقرير نشرته مجلة تايم الأمريكية، قالت أخصائية علم نفس الأطفال، ستيفي باكيت بيريز، من مركز صحة الأطفال في دالاس، إن هذه "إجابة لا تُشبع فضول الآباء على الإطلاق"، موضحة أن "الآباء، في أمسّ الحاجة إلى المعلومات، يريدون أن يعرفوا ما يفعله أطفالهم، وماذا يحدث، وأن يشاركوا في حياتهم".

وأضافت "هناك طرق لزيادة فرص إجراء محادثات هادفة. كبداية، ينبغي الابتعاد عن فكرة أن الطفل سيكون مستعدًّا للتحدث مباشرةً بعد المدرسة، لذا يمكن التركيز بدلًا من ذلك على التفاعلات الإيجابية البسيطة".

وأوضحت بيريز "عندما يدخل الطفل من الباب، لا ينبغي أن يكون أول ما يقوله الأب أو الأم سؤالا، بل يفضل خلق شعور بالتواصل من خلال قول: أنا متحمّس جدا لرؤيتك! أو: أنا سعيد جدا بعودتك إلى المنزل. لقد أحضرت بعض الوجبات الخفيفة التي اعتقدت أنها قد تعجبك".

وأشارت إلى أنه "يمكن طرح أسئلة محددة بطريقة مفتوحة، وليس بشكل متتابع وسريع، عندما يشعر الآباء أن الوقت مناسب". وتشمل هذه الأسئلة نصائح للتعامل مع الأطفال من سن ما قبل الروضة حتى المدرسة الإعدادية، لتشجيعهم على الانفتاح.

ومن بين هذه الأسئلة:

ما أصعب شيء قمت به اليوم؟ من خلال التحدث عن التجارب الصعبة، يمكن للآباء مشاركة كيفية تعاملهم مع مواقف مشابهة، ما يقدم للطفل إرشادات حول كيفية التعامل مع التحديات – دون أن يشعر وكأنه يتلقى موعظة.

ما هي بعض قواعد صفك الدراسي؟ يساعد هذا السؤال الطفل على إدراك أن القواعد موجودة في كل مكان، وأنه من الطبيعي اتباعها. وتقول أليخاندرا غاليندو، معالجة أسرية: "الهدف من السؤال هو تعزيز فهم الطفل لتلك القواعد، ومعرفة ما إذا كان يحتاج إلى توضيح إضافي لبعضها".

ما أكثر حدث ممتع أو مثير اليوم؟ تقول غاليندو: "الجميع بحاجة إلى مزيد من الإيجابية. التأمل في اللحظات الممتعة يعزز الحالة النفسية ويُطلع الأهل على ما يثير اهتمام أطفالهم".

هل شعرت بالقلق أو الاضطراب اليوم؟ تشير غاليندو إلى أن هذا السؤال يساعد الأطفال على استكشاف مشاعرهم، وفهمها، وتسميتها. لا يجب طرحه يوميا، ولكن إن بدا الطفل منزعجا أو مترددا في الحديث، فقد يكون مدخلًا لمناقشة استراتيجيات التأقلم.

متى شعرتَ بأقصى درجات الملل؟ تقول باكيت بيريز إن الإجابة قد تكون: "عندما ندرس الرياضيات، يكون الأمر مرهقا"، أو "عندما أعمل بمفردي، يكون ذلك صعبا"، أو "عندما كنت وحيدا في فترة الاستراحة". مثل هذه الإجابات قد تكشف أمورا لا يفصح عنها الطفل عادة.

ما هو العمل اللطيف الذي قمت به أو رأيته؟ توضح غاليندو أن التحدث المنتظم عن اللطف يعزز القيم الإيجابية، كما يتيح للأهل فهم طبيعة علاقات الطفل مع زملائه وسلوكه داخل المدرسة.

هل هناك شيء تشعر بالتوتر حياله غدا؟ عادةً ما تكون الإجابة "لا"، لكن طرح السؤال من وقت لآخر يمكن أن يكشف عن مخاوف الطفل أو نظرته لنفسه. وتقول غاليندو: "إذا كان الطفل متوترا، فقد يعتقد أنه سيفشل. وهنا تأتي الفرصة لتأكيد فكرة: دعنا نبدأ من جديد. وإن حدث ما تخشاه، فماذا يمكن أن نفعل حيال ذلك؟"

 

 

المصدر:وكالات

 

س ع


اضف تعليق