في اكتشاف علمي قد يعيد رسم تصورنا عن كوكب الزهرة، كشف تحليل جديد لبيانات المسبار الفضائي Pioneer Venus Orbiter أن الماء يشكّل نحو 60% من مكونات سحب الكوكب، لكنه مرتبط بما يُعرف بـ"الهيدرات"، وليس بحمض الكبريتيك كما كان يُعتقد لعقود.
وأوضحت الدراسة، المنشورة عبر موقع science.mail.ru، أن كبريتات الحديد تمثل نحو 16% من مكونات الهباء الجوي في الغلاف الجوي للزهرة، مقابل 22% لحمض الكبريتيك، وهو ما يفسّر التناقضات السابقة التي رصدتها أجهزة المسبار عند قياس مكونات السحب الكثيفة للكوكب.
ووفقاً للباحثين، فإن الجسيمات في سحب الزهرة تُطلق غازات مختلفة عند تسخينها، ما أتاح للعلماء تحديد تركيبها بدقة غير مسبوقة.
وقد أظهر التحليل الحراري أن الماء يظهر في شكل هيدرات عند درجات حرارة تتراوح بين 185 و414 درجة مئوية، فيما تم رصد حمض الكبريتيك في مدى حراري بين 215 و397 درجة مئوية.
كما رجّح العلماء أن يكون الحديد في الغلاف الجوي مصدره تراكم الغبار الكوني القادم من الفضاء.
ويشير فريق البحث إلى، أن هذه النتائج تفتح الباب أمام احتمال وجود أشكال من الحياة الميكروبية في طبقات الغلاف الجوي للزهرة، إذ كان غياب الماء هو العقبة الرئيسية التي استبعدت هذه الفرضية في السابق، قبل أن يُكتشف أنه موجود بالفعل ولكن في صورة خفية لا يمكن رصدها طيفياً من بعيد.
هذا الاكتشاف يعيد الزهرة إلى واجهة النقاش الفلكي مجدداً، ليس كجحيم كوني كما كان يُوصف، بل كعالم غامض يحتفظ بأسرار الحياة في سُحبه الكثيفة.
م.ال
اضف تعليق