في خطوة علمية واعدة نحو تحسين دقة العلاجات الدوائية، أعلن باحثون من كلية الرياضيات الحاسوبية في جامعة موسكو الحكومية، عن تطوير نموذج رياضي جديد يتيح التنبؤ بكيفية تخلص الجسم من الأدوية في حالات أمراض الكبد، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام الطب الشخصي وعلم الأدوية.

وذكر المكتب الإعلامي للجامعة، أن النموذج المطور يأخذ بعين الاعتبار ديناميكيات تدفق المواد داخل القلب والأوعية الدموية، مع دمج تأثير وظائف الكبد في إزالة السموم، مما يوفر محاكاة أكثر دقة لكيفية استقلاب الأدوية داخل الجسم.

ويستند هذا الابتكار إلى تحليل مادة الإندوسيانين الأخضر، وهي مادة تشخيصية تُستخدم لتقييم أداء الكبد، إذ تم تطوير حزمة برمجية تتيح حساب تركيزها في الدم وتحديد نصف عمرها الحيوي رقميًا.

وأوضح ألكسندر خورلينكو، الأستاذ المشارك في قسم الأساليب الحاسوبية، أن "النموذج الجديد يمكّن الأطباء من التنبؤ بكيفية تغير حركة الأدوية في الجسم عند تراجع وظائف الكبد، وهو أمر بالغ الأهمية عند معالجة المرضى المصابين بتليف الكبد أو ارتفاع ضغط الدم البابي".

كما بيّن الباحثون أن النموذج خضع لاختبارات وفق ثلاث سيناريوهات مختلفة تمثل درجات متفاوتة من تضرر الكبد، ما يسمح باستخدامه في التنبؤ بردود فعل المرضى تجاه الأدوية وتخطيط الإجراءات الجراحية مثل عمليات المجازة القلبية.

ويعد هذا الإنجاز إضافة نوعية إلى مجال الطب التنبؤي، ويُنتظر أن يسهم في تعزيز سلامة المرضى وتحسين كفاءة العلاج في حالات الكبد المزمنة.

م.ال

اضف تعليق