في خطوة يعول عليها في تطوير كرة القدم العراقية وتعزيز حظوظها التنافسية عربيا وقاريا وعالميا، تم برعاية رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأحد، التوقيع في بغداد، من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم ورابطة الدوري الإسباني (لاليغا)، على عقدين للشراكة والتعاون بينهما لإقامة دوري المحترفين العراقي للموسم 2023/ 2024.

ووقع العقد عن الجانب العراقي رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال، وعن الجانب الإسباني رئيس رابطة الدوري الإسباني (لاليغا) خافيير تيباس.

السوداني أشاد بخطوة اتحاد الكرة التي تهدف إلى النهوض بواقع كرة القدم العراقية، حسب بيان صدر عن مكتبه الإعلامي.

أكد ضرورة اعتماد العمل الاحترافي في جميع مفاصل الرياضة العراقية وليس كرة القدم فحسب، مشيرا لحرص الحكومة على تطوير الرياضة العراقية بكل مؤسساتها، وتكييف القوانين السارية لأجل تصحيح مساراتها، بما يعزز حضور العراق في المحافل الرياضية الخارجية.

من جانبه، عبر تيباس عن تقديره للتعاون مع الاتحاد العراقي لكرة القدم، مؤكدا بذل الجهود من أجل إنجاح المشروع الذي وصفه بأنه أكبر من مجرد كرة القدم، نحو تعاون أوسع لتنشيط الرياضة في العراق.

فيما أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، أن العقد الموقع مع (لاليغا) يتضمن شقين أساسين، الأول: تطوير المواهب الكروية العراقية، والآخر : رعاية الدوري العراقي للمحترفين.

تفاصيل الاتفاق

ويشمل العقد الأول المبرم بين الاتحاد العراقي ورابطة (لاليغا) الآتي:

الإدارة والإشراف على تنفيذ دوري المحترفين في بلاد الرافدين.

تعيين مدير تنفيذي إسباني لإدارة المشروع.

إعداد فريق عمل عراقي، تقوم رابطة دوري المحترفين بتدريبهم لإدارة اللجان العاملة على تنظيم مسابقة دوري المحترفين.

وفي ضوء العقد الأول تتولى الرابطة جميع الإجراءات المتعلقة بتسويق مسابقة الدوري، عبر التنسيق بين الإدارة التنفيذية لدوري المحترفين العراقي والمقر الرئيس لرابطة الدوري الإسباني في مدريد.

أما العقد الآخر فهو مشروع الحلم 2030، ويتضمن قيام رابطة (لاليغا) بتطوير المواهب الرياضية العراقية في مجال كرة القدم، كما تتولى الرابطة إقامة الدورات التدريبية والتطويرية للعاملين في مراكز الموهبة كافة، من مدربين وإداريين وغيرهم، وتكون هذه المراكز الرافد الرئيس لدعم المنتخبات الوطنية.

ويتفق معظم النقاد والخبراء الكرويين في العراق، على أهمية هذه الخطوة التي كان لافتا وفقهم أنها تمت تحت مظلة رئيس الحكومة العراقية، وهو ما يعكس الجدية والرغبة في تطوير كرة القدم العراقية ورفدها بخبرات عالمية عالية، كالمدرسة الكروية الإسبانية .

فيما يشكك آخرون في قدرة البنى التحتية الكروية وواقع الأندية العراقية المتأزم، على الاستجابة المطلوبة والتفاعل المثمر مع مثل هذه الخطوة، التي هي بحاجة لإعداد أكبر قبل تنفيذها العملي، حسبهم.

فرصة ومشكلة

يقول الصحفي المختص في الشأن الرياضي العراقي مصطفى العبطان، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:

هذا الاتفاق هو خطوة مهمة جدا نحو تطوير كرة القدم العراقية والارتقاء بها نحو العالمية، وهي تمت بدعم ورعاية مباشرة من رئيس الوزراء العراقي، وهو ما يعكس الاهتمام الحكومي الكبير بالرياضة وبكرة القدم خاصة.

العقد ينص على أن يكون هناك مدير تنفيذي إسباني لدوري المحترفين العراقي ومعه كوادر فنية وتدريبية إسبانية على مدى 3 أعوام، ومن بعدها ستتولى الكوادر العراقية المهمة.

أما مشروع حلم 2030، فهو كذلك يقوم على الاستعانة بخبرات المدرسة الكروية الإسبانية العريقة، بغية الارتقاء بواقع الأندية العراقية ككل، وعبر إقامة دورات تدريبية وورش عمل في هذا الصدد، وتطوير مختلف الفئات العمرية الكروية.

لكن تبرز مشكلة وهي أن غالبية الأندية العراقية تعاني من الضعف والعجز المالي، وهي مرتبطة بوزارات ومؤسسات حكومية، وهو ما يستوجب فصلها عنها وتحويلها لشركات.

الارتقاء بالمستوى

بدوره يقول الخبير الرياضي العراقي مثنى المصطاف، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية:

نطمح جميعا كرياضيين ومهتمين بالشأن الكروي العراقي أن يتطور لدينا دوري أندية وفق المعايير الاحترافية العالمية، لكن واقع حال الكرة و الأندية العراقية مع الأسف ليس مؤهلا في الوقت الحالي.

نحتاج قبل توقيع مثل هذه العقود للارتقاء بسوية أنديتنا البالغة نحو 20 ناديا مشاركا في الدوري الممتاز، لكن معظمها لا يمتلك تمويلا كافيا لتطوير قدرات لاعبيها ومهاراتهم، حتى أن الكثير منها لا يملك حتى مكانا خاصا بها للتدريب وقس على ذلك.

ولهذا فالأحرى هو أن تبادر الحكومة والجهات الرياضية المسؤولة لدعم هذه الأندية محليا قبل كل شيء، وتخصيصها بمعنى أن تكون متاحة للاستثمار التنافسي وألا تبقى مرتهنة للقطاع العام العاجز عن الارتقاء بها، بحيث تتوفر لها ملاعب خاصة بها وتخصص لها ميزانيات كافية وتتلقى تدريبا ممنهجا ومنظما.

اضف تعليق