تصاعدت المخاوف في جنوب سويسرا من وقوع فيضانات مدمرة في أحد أودية جبال الألب، بعد انهيار كتلة هائلة من الجليد والصخور والطين تسببت في دفن قرية وقطع مجرى نهر، مما دفع السلطات للتحذير من احتمال تنفيذ عمليات إجلاء إضافية.

الانهيار الذي وقع يوم الأربعاء الماضي، أدى إلى سقوط ملايين الأمتار المكعبة من الحطام من سفح جبل قرب نهر بيرش الجليدي، ما تسبب في دفن قرية بلاتن بالكامل، وغمر المنازل القليلة التي ظلت قائمة بالمياه.

وكانت السلطات قد أخلت سكان القرية، البالغ عددهم نحو 300 شخص، في وقت سابق من شهر مايو/أيار، بعد ظهور مؤشرات على عدم استقرار المنحدرات الجبلية المحيطة.

وازدادت حدة الأزمة يوم الخميس، بعدما أدت كومة الحطام، التي يبلغ عرضها نحو كيلومترين، إلى سد مجرى نهر لونزا، ما نتج عنه تشكّل بحيرة مؤقتة وسط الركام، أثارت مخاوف من احتمال تحرك الكتلة وحدوث فيضانات مفاجئة تهدد التجمعات السكانية القريبة.

في ضوء هذه التطورات، دعت السلطات المحلية سكان قريتي غامبل وستيغ المجاورتين إلى الاستعداد لإخلاء محتمل في حال تفاقمت الأوضاع، بينما وضع الجيش السويسري وحداته في حالة تأهب، مع تجهيز مضخات المياه والحفارات والمعدات الثقيلة لتقديم الدعم حال تحسنت الظروف الميدانية.

في الأثناء، تتواصل جهود الإنقاذ بحثًا عن رجل يبلغ من العمر 64 عامًا فُقد عقب الانهيار، غير أن عمليات البحث عُلّقت مؤقتًا بسبب استمرار عدم استقرار كتل الحطام، وخطر وقوع المزيد من الانهيارات الصخرية.

ويرى خبراء أن الحادث يمثل دليلاً إضافيًا على التأثير المتسارع لتغير المناخ على النظام البيئي في جبال الألب، حيث تسهم درجات الحرارة المرتفعة في إذابة الجليد وتفاقم هشاشة البنية الجيولوجية للجبال.


م.ال

اضف تعليق