تصاعد الجدل داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن كيفية التعامل مع الهجمات الجوية الروسية المتكررة، وسط انقسامات بين دول تدعو إلى رد عسكري مباشر وأخرى تطالب بضبط النفس.
وبحسب تقرير لصحيفة ذا تايمز البريطانية، شهدت الأسابيع الأخيرة اختراقات استفزازية من طائرات ومسيّرات روسية لأجواء بولندا وإستونيا، ووصولها حتى مطارات في الدنمارك والنرويج.
بولندا أعلنت استعدادها لإسقاط أي طائرة عسكرية روسية تنتهك مجالها الجوي، فيما أبدت السويد موقفاً مماثلاً.
كما منح البرلمان الليتواني الجيش صلاحية إسقاط المسيّرات حتى في وقت السلم، بينما تدرس الدنمارك وإستونيا قوانين مشابهة.
في المقابل، دعت ألمانيا وإيطاليا إلى التصرّف بحذر وعدم الانجرار وراء ما اعتبرته "استفزازات متعمدة" من موسكو.
من جهته، شدد الأمين العام للحلف مارك روته على أن قواعد الاشتباك تظل غامضة عن عمد، إذ يعتمد القرار على عوامل عدة أبرزها "النية، نوع التسليح، والمخاطر المحتملة على المدنيين والبنى التحتية"، وذلك لتفادي كشف الخطوط الحمراء أمام الكرملين.
الانقسامات تجلّت أيضاً في المواقف السياسية؛ إذ دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى استخدام القوة في الرد، بينما اقترح وزير خارجية ليتوانيا السابق توجيه ضربات صاروخية لمواقع إطلاق المسيّرات الروسية.
في المقابل، حذر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستريوس من التصعيد، مطالباً بالتحرك "بحكمة وبدون تهويل ولكن بحسم".
وتبقى المعضلة الأساسية، بحسب محللين عسكريين، أن بعض دول الحلف الأمامية لا تملك قدرات دفاعية كافية لاعتراض المسيّرات بمفردها، وتعتمد على مقاتلات "إف-35" ومنظومات دفاع جوي تابعة للحلفاء، ما يزيد من تعقيد أي رد مشترك على الاستفزازات الروسية.
م.ال
اضف تعليق