وكالة النبأ/ متابعة

تعتزم الحكومة العراقية، التي تعمل على مواصلة خطتها الرامية الى النأي عن النفس عن الصراعات الإقليمية والدولية، ابرام صفقة عسكرية كبيرة مع الولايات المتحدة الامريكية لتامين الأراضي العراقية واجوائها، في ظل تأكيدات أمريكية بالتزامها بحماية مصالح حلفائها.

في وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، التوقيع على بروتوكول عمل مشترك مع العراق بشأن صفقة عسكرية مزمعة بقيمة نحو 550 مليون دولار.

وأضافت في بيان أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بحثا الجهود الجارية بين العراق والولايات المتحدة لتأمين مواقع في أنحاء العراق بما في ذلك إقليم كردستان في مواجهة التهديدات الجوية.

ودعا السوداني، الاثنين، إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط، وذلك خلال محادثات في واشنطن مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل بعد الهجوم الذي شنته طهران مطلع الأسبوع.

وقال في بداية اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن بالبيت الأبيض "نشجع كل الجهود التي تساهم في إيقاف تمدد ساحة الصراع، وخصوصاً التطورات الأخيرة التي نأمل من كل الأطراف التزام ضبط النفس وإيقاف وتيرة التصعيد حفاظاً على أمن واستقرار هذه المنطقة الحساسة".

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الولايات المتحدة ملتزمة بحماية مصالح أميركا وشركائها في المنطقة بما في ذلك العراق.

يأتي ذلك ضمن محادثة جمعت بايدن ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض، الاثنين، حول التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فضلا عن عدوان تل أبيب على غزة والهجوم الإيراني على إسرائيل.

وأكد بيان مشترك عن البيت الأبيض ورئاسة الوزراء العراقية، أن بايدن والسوداني ناقشا "التطور الطبيعي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش في ضوء التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال عشر سنوات".

لكن البيان أشار إلى أنه هناك عوامل عدة يجب أخذها في الاعتبار منها "التهديد المستمر" للجهاديين في المنطقة، وضرورة دعم الحكومة العراقية من خلال استمرار "تعزيز قدرات الأمن العراقية" لمواجهة التحديات الأمنية.

وأضاف البيان "أكد الرئيسان أنهما سيراجعان هذه العوامل لتحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق، والانتقال بطريقة منظمة إلى شراكات أمنية ثنائية دائمة، وفقا للدستور العراقي واتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة".

وتهدف المباحثات بين واشنطن وبغداد، التي استؤنفت في شباط/ فبراير، للتوصل إلى اتفاق يتيح إبقاء بعض القوات الأمريكية في العراق، حيث تنشر الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق في إطار تحالف دولي أنشأه الأمريكيون عام 2014 لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

لكن منذ اندلاع الحرب في غزة، تبنت فصائل عراقية هجمات ضد قواعد أمريكية في العراق وسوريا، وقتلت ثلاث جنود أمريكيين بطائرة مسيرة في الأردن، وردت عليه الولايات المتحدة بقصف مواقع للفصائل في سوريا والعراق.

وخلال استقباله السوداني، الإثنين، أكد بايدن عزمه على تجنب تمدد النزاع في الشرق الأوسط إلى "أبعد مما هو عليه الآن"، متعهدا في الوقت نفسه الدفاع عن إسرائيل بعد الهجوم الإيراني غير المسبوق ضد أراضيها.

وأكد السوداني قبيل توجهه الى امريكا أن لقاءه المرتقب مع الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن سيناقش أهمية التهدئة وإيقاف الحرب وعدم اتساع الصراع في المنطقة.

و أشار في حديثه الى صحفيين إلى أن زيارته تحمل الرغبة في "بناء شراكة استراتيجية مستدامة، قائمة على الاحترام المتبادل، وحفظ أمن العراق وسيادته ووحدة أراضيه".

ع. ش

اضف تعليق