في تطور لافت ضمن مسار التكنولوجيا المساعدة، كشفت شركة "ميتا" الأميركية بالتعاون مع "إيسيلور لوكسوتيكا" EssilorLuxottica الإيطالية، عن الجيل الجديد من نظارات "راي بان" الذكية، التي باتت تُمثل خياراً عملياً للأشخاص من ذوي الإعاقات البصرية، رغم أنها لم تُصمم خصيصاً لهذا الغرض.
وتأتي هذه النظارات المتطورة مزوّدة بكاميرا عالية الدقة، وميكروفونات مدمجة، إلى جانب مساعد ذكي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يسمح لها بالتعرف على البيئة المحيطة، ونقل المعلومات صوتياً إلى المستخدم في الوقت الفعلي.
ووفقاً لمختصين في تقنيات دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أثبتت النظارات فعاليتها في تعزيز الاستقلالية، إذ بات بإمكان المستخدمين الاستفادة من إمكانات التعرف على الأجسام والأشخاص، قراءة النصوص واللافتات، وتحديد الاتجاهات والعقبات في الطريق، دون الحاجة إلى وسيط بشري.
ويتيح المساعد الذكي المدمج إمكانية وصف المشهد مباشرة بعبارات مسموعة، من قبيل: "هناك شجرة على اليمين" أو "طفل يلعب على اليسار"، فضلاً عن إمكانية إصدار الأوامر الصوتية دون لمس الجهاز، الأمر الذي يسهم في تسهيل التفاعل اليومي وتقليل الاعتماد على الآخرين.
كما توفّر النظارة ميزة قراءة القوائم والوثائق والفواتير باستخدام تقنية التعرف الضوئي على الحروف (OCR)، بالإضافة إلى تقديم إشعارات فورية حول العقبات أو الإرشادات البصرية، مثل وجود درج أو قطعة أثاث أو ممر قريب.
وفي الأماكن العامة، بإمكان النظارة التعرّف على الوجوه المعتادة، والإشارة إلى اقتراب أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة، ما يسهل التفاعل الاجتماعي ويعزز الثقة لدى المستخدم.
وتتيح النظارات كذلك تكاملاً مع تطبيقات مساعدة شهيرة، من بينها "Be My Eyes"، وتقدّم إمكانات للترجمة الفورية، وتحديد المواقع، وعرض معلومات حول إشارات المرور والاتجاهات المناسبة، ما يجعلها مفيدة بشكل خاص أثناء التنقل أو السفر.
ورغم الميزات التقنية المتقدمة، تواجه "راي بان" الذكية بعض التحديات، منها تأثر دقتها في ظروف الإضاءة الضعيفة، واستهلاك الطاقة العالي عند تشغيل الكاميرا والميكروفون بشكل مستمر، إلى جانب مخاوف تتعلق بالخصوصية نتيجة الاستخدام المتواصل لأجهزة التسجيل البصري والصوتي في الأماكن العامة.
وأشارت مصادر في شركة "ميتا" إلى أن العمل جارٍ على تطوير إصدارات مستقبلية أكثر كفاءة، تتضمن مزايا مثل التحكم عبر الأوامر الذهنية، ونظام اهتزازي للإحساس بالمسافة، إلى جانب تصاميم أكثر راحة وملاءمة للاستخدام الطويل.
ويُنظر إلى هذه التكنولوجيا على أنها نقلة نوعية في مجال تمكين ذوي الإعاقات البصرية، عبر توفير أدوات ذكية تُسهم في تحسين جودة حياتهم، وتعزيز قدرتهم على التفاعل مع المحيط دون قيود.
م.ال
اضف تعليق