أفادت وسائل إعلام أمريكية، بأن شركة "بلاكستون" العملاقة للاستثمار المباشر، انسحبت من تحالف يسعى للاستثمار في أنشطة تطبيق "تيك توك" داخل الولايات المتحدة، في أحدث تطور يعكس تعقيد الصفقة التي باتت محوراً للتوترات التجارية المتصاعدة بين واشنطن وبكين.
وكانت بلاكستون تخطط للاستحواذ على حصة أقلية ضمن التحالف الذي يضم شركتي "سوسكوهانا إنترناشيونال غروب" و"جنرال أتلانتيك"، وهما من المستثمرين الحاليين في شركة "بايت دانس" الصينية المالكة لـ"تيك توك".
وبرز هذا التحالف في وقت سابق كأوفر المرشحين حظاً لشراء عمليات التطبيق داخل الولايات المتحدة، في صفقة كانت ستمكّن المستثمرين الأميركيين من حيازة 80% من أسهم الشركة، فيما تحتفظ بايت دانس بنسبة أقلية.
ويأتي انسحاب بلاكستون في وقت تشهد فيه الصفقة تأجيلاً متكرراً لموعد حاسم، كانت فيه بايت دانس مطالَبة ببيع أنشطتها في الولايات المتحدة أو مواجهة الحظر، بموجب أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكان الكونغرس قد أقر في نيسان/ أبريل 2024 قانوناً يُلزم الشركة ببيع أو إغلاق عملياتها الأميركية بحلول 19 كانون الثاني/ يناير 2025.
وقد وقّع ترامب، الشهر الماضي، أمراً تنفيذياً ثالثاً بتمديد المهلة حتى 17 أيلول/ سبتمبر المقبل، لإتاحة مزيد من الوقت لإتمام عملية البيع، وهو ما أثار انتقادات من بعض المشرعين الذين اعتبروا أن الإدارة "تستخف بالقانون" وتتغاضى عن مخاطر الأمن القومي المرتبطة بسيطرة شركة صينية على منصة مؤثرة بين المستخدمين الأميركيين.
وبحسب تقارير إعلامية، كانت هناك محادثات جارية هذا الربيع لإنشاء كيان أميركي جديد لإدارة عمليات "تيك توك"، لكن تلك المفاوضات توقفت بعد أن ألمحت الحكومة الصينية إلى رفضها للصفقة، عقب إعلان ترامب فرض تعريفات جمركية مرتفعة على واردات صينية.
ويُسلّط انسحاب "بلاكستون" الضوء على حالة الضبابية التي تكتنف الصفقة، والتي باتت مرتبطة بشكل وثيق بالمفاوضات التجارية الأوسع نطاقاً بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث أكد ترامب في تصريحات سابقة عزمه مناقشة مصير "تيك توك" مباشرة مع نظيره الصيني.
م.ال
اضف تعليق