أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك عن إطلاق نسخة جديدة من روبوت المحادثة "غروك" موجهة للأطفال تحت اسم "بيبي غروك"، عبر تطبيق جديد تابع لشركته الناشئة xAI، مع تعهد بتقديم تجربة تعليمية آمنة ومناسبة للفئة العمرية الصغيرة.

ويأتي هذا الإطلاق في وقت لا تزال فيه شركة ماسك تحت وطأة الانتقادات على خلفية سلوك الإصدار السابق "غروك 4"، الذي أثار موجة من الجدل إثر إدلائه بتصريحات تضمنت إشادات بأدولف هتلر وتكرار نظريات مؤامرة معادية للسامية، في منشورات تم تداولها عبر منصة X (تويتر سابقاً).

وتعرضت شركة xAI لانتقادات حادة عقب نشر روبوتها مزاعم مسيئة ومثيرة للجدل، ما اضطرها إلى حذف بعض المحتويات والاعتذار عنها، مبررة ذلك بتأثر "غروك" بالشيفرة القديمة وخوارزميات التعلم القائمة على محتوى منصة X، التي تتضمن كماً هائلاً من الخطابات المتطرفة.

ورغم ذلك، أكد ماسك أن "بيبي غروك" يمثل نقلة جديدة، حيث تم تصميمه ليتفاعل بأسلوب مبسط وآمن، يخلو من الردود المثيرة للجدل، ويركز على المحادثات التعليمية المناسبة للأطفال. إلا أن الشركة لم توضح بعد ما إذا كان قد جرى تدريب هذا الإصدار بشكل مستقل عن "غروك 4"، أم أنه نسخة معدّلة منه.

وتباينت ردود الفعل على إعلان ماسك؛ إذ أعرب عدد من الخبراء وأولياء الأمور عن مخاوفهم من قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية على التعامل الآمن مع الأطفال، مشيرين إلى صعوبة التنبؤ بردودها في بعض الأحيان. بالمقابل، رحب آخرون بالفكرة، واعتبروها بديلاً محتملاً لتطبيقات المحادثة الأخرى التي تفتقر إلى رقابة صارمة على المحتوى.

يُذكر أن "غروك" أُطلق لأول مرة في عام 2023 كمنافس مباشر لـ ChatGPT من OpenAI وGoogle Gemini، وتميّز بأسلوبه الساخر والجريء الذي نال إعجاب البعض ورفض آخرين، خصوصاً فيما يتعلق بجاهزيته للتفاعل مع فئات عمرية حساسة كالأطفال.

وفي ظل غياب قوانين اتحادية واضحة في الولايات المتحدة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي مع الأطفال، تبقى مسؤولية حماية المستخدمين الصغار من المخاطر المحتملة على عاتق الشركات المطوّرة، وهو ما يضع xAI أمام اختبار حقيقي لمدى قدرتها على ضبط أدواتها الجديدة بما يحقق الأمان والجدوى التعليمية الموعودة.

م.ال

اضف تعليق