يمكن للمتقدمين للوظائف الاستفادة من مدرب مقابلة شخصية جديد. إذا أرسلوا وصفاً وظيفياً محدداً، فيمكنهم تلقي أسئلة وإجابات مخصصة للمقابلة، وردود فعل على ردودهم، كل ذلك مجاناً. المدرب، الذي قدمه محرك البحث عن الوظائف Adzuna، ليس بشرياً، ولكنه روبوت ذكاء اصطناعي يُعرف باسم Prepper. يمكن أن يولد أسئلة مقابلة لأكثر من مليون وظيفة في الشركات الكبيرة، وفي القطاعات التي تمتد من التكنولوجيا والخدمات المالية إلى التصنيع والتجزئة. ويمكن الحصول على تقييم لأجوبتك بعدها.
يتم تدريب روبوتات المحادثة على أجزاء كبيرة من النصوص المأخوذة من الإنترنت، بما في ذلك الكتب والصحف والمدونات ومقاطع الفيديو والتعليقات التوضيحية للصور. يمكنها إنتاج نص معقول ومعقد لا يمكن تمييزه إلى حد كبير عن الكتابة البشرية.
يقول أندرو هانتر، المؤسس المشارك لشركة Adzuna لـ "فايننشال تايمز" إن الذكاء الاصطناعي ليس أداة جديدة في التوظيف والبحث عن عمل. على مدار العقد الماضي، تم استخدامه في المقام الأول لجعل العمليات أكثر كفاءة وأرخص بالنسبة لأصحاب العمل، من البحث عن الكلمات الرئيسية في السير الذاتية، إلى تصفية مقابلات الفيديو مع المرشحين.
لكن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية تعيد موازنة ديناميكية القوة تجاه المتقدمين. يقول توماس تشامورو بريموزيك، عالم النفس التنظيمي والخبير في تقنيات التوظيف للصحيفة ذاتها: "الكثير من التحسينات الأخيرة التي رأيناها في الذكاء الاصطناعي هي إلى جانب المرشح إلى وظيفة. قبل بضع سنوات، كان الموظفون يتظاهرون باستخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة فرصهم التوظيفية، الآن يتظاهرون بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي، كونه قد يكون مدربهم الشخصي للفوز بوظيفة".
دمات مختلفة
يقول مات جونز، من شركة Cielo لتكنولوجيا التوظيف: "يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي إنشاء ملفات تعريف جيدة جداً، قد تكون هناك بعض الأخطاء ولكن الفرد فقط هو الذي يتعرف عليها، وليس صاحب العمل".
بالنسبة للخريجين الداخلين إلى سوق العمل الذي يتسم بالمنافسة المتزايدة، فإن روبوتات المحادثة هي وسيلة للتعامل مع عملية قد تكون مرهقة. يقول أيوشمان ناث، وهو طالب في السنة الثانية في جامعة كامبريدج، إن العديد من أقرانه قد استخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي ChatGPT لكتابة رسالة الغلاف التي يتم رفقها مع السير الذاتية.
تقول غريس لوردان، الخبيرة الاقتصادية في كلية لندن للاقتصاد التي تدرس التنوع في بيئات الشركات، إن الشركات، ولا سيما مجموعات التكنولوجيا، تختبر الذكاء الاصطناعي التوليدي لإجراء مقابلات أولية.
تعتقد لوردان، أن المقابلات إذا أجراها الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد في إزالة التحيز، وتقول: "أحد أكبر مجالات التحيز هو في الواقع المقابلة الشخصية".
وفقاً لتقرير حديث صادر عن "ريزيوم بيلدر" المتخصص بكتابة السير الذاتية، شهد 7 من كل 10 باحثين عن عمل يستخدمون ChatGPT، معدل استجابة أعلى من مديري التوظيف (حصل 78% على مقابلة، و59% تم توظيفهم).
ويتوافر حالياً عدد من المواقع التي توفر خدمة كتابة السيرة الذاتية من خلال الذكاء الاصطناعي، وفقاً لموقع "ذابيير" المتخصص بالحلول التقنية، كل ما عليك فعله هو ملء المسمى الوظيفي الخاص بك، ليتم بعدها وضع نقاط في السيرة الخاصة بك تعتبر الأكثر طلباً من قبل شركات التوظيف.
كذا يوجد مواقع تستخدم الذكاء الاصطناعي لمطابقتك مع قوائم الوظائف التي من المحتمل أن تكون مناسبة لكلا الجانبين، بناءً على مهاراتك وخبراتك وما تبحث عنه.
المطابقة مع الخوارزميات
يختلف واقع التقدم للوظائف الآن كثيراً عما كان عليه قبل عقد من الزمان. اليوم، يعتمد العديد من مسؤولي التوظيف ومديري التوظيف على الخوارزميات وأنظمة تتبع المتقدمين المؤتمتة (ATS) لفحص السير الذاتية لمقدم الطلب بحثاً عن الكلمات الرئيسية الصحيحة.
إذا كانت هذه المصطلحات لا تظهر في سيرتك الذاتية، فقد يتم دفعك إلى كومة "لا شكراً" قبل أن يضع الإنسان عينه على طلبك، حتى لو كانت مهاراتك وخبراتك في الواقع مناسبة تماماً. إلا أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتخطي هذه المشكلة أيضاً.
المصدر: وكالات
اضف تعليق