تأخذ جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج طابعًا اقتصاديًا واضحًا، في ظل تصاعد الأزمات الجيوسياسية والضغوط التجارية العالمية.

وتأتي هذه الجولة في أعقاب تفاقم الصراعات، خصوصاً الحرب في غزة، وتصاعد التوترات حول الملف النووي الإيراني، ما يضع الاقتصاد في قلب حسابات ترامب الاستراتيجية.

صفقة مع الخليج.. واستثمار في الداخل

يسعى ترامب إلى تكرار نهجه من ولايته السابقة، حيث يستثمر علاقاته الوثيقة مع العواصم الخليجية لإبرام صفقات ضخمة من شأنها دعم الاقتصاد الأميركي وتعزيز مكانته على الساحة الدولية. وتتصدّر أجندته ملفات حيوية تشمل:

  • جذب استثمارات خليجية في قطاعات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة النووية المدنية، ضمن رؤية ترمي إلى تحفيز الاقتصاد الأميركي وتقليل اعتماده على سلاسل التوريد الآسيوية.
  • إبرام اتفاقيات تجارية واستثمارية واسعة النطاق، خصوصًا في قطاعات الطاقة والدفاع والبنية التحتية، بما يعزز مبدأ "أميركا أولاً" الذي يهيمن على سياسة ترامب الاقتصادية.
  • ضمان استقرار سوق النفط العالمي وسط التوترات، من خلال حثّ دول "أوبك" بقيادة السعودية على ضخ مزيد من النفط لتخفيف العبء عن المستهلك الأميركي.

من الملاحظ أيضًا أن ترامب يروّج خلال الجولة لمشاريع عقارية وتجارية تابعة لمؤسسته في المنطقة، وهو ما يعكس البُعد الشخصي والتجاري للجولة، خصوصًا في ظل الطموحات السياحية والعقارية المتنامية لدول الخليج.

رسائل للداخل الأميركي

من منظور داخلي، يرى مراقبون أن ترامب يسعى عبر هذه الجولة إلى إرسال رسائل انتخابية مهمة، مفادها أنه "الرئيس القادر على تأمين صفقات رابحة"، في وقت تواجه فيه إدارته تحديات داخلية بسبب سياسات الرسوم الجمركية المثيرة للجدل.

ويأمل ترامب أن تُثمر جولته عن إعلانات اقتصادية ضخمة تعزز موقفه أمام الناخب الأميركي.

الجولة لا تنفصل عن المشهد السياسي المشتعل في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يبحث ترامب مع القادة الخليجيين ملفات مثل:

  • وقف إطلاق النار في غزة
  • أمن الطاقة العالمي
  • مستقبل الاتفاق النووي الإيراني
  • مشاريع إعادة الإعمار في مناطق النزاع

توقعات بصفقات ورفع للرسوم

وبحسب تقارير صحفية، فإن الزيارة قد تسفر عن:

  • تخفيف أو إلغاء الرسوم الأميركية على صادرات الألمنيوم والصلب الخليجية
  • صفقات استثمارية متبادلة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا
  • تفاهمات حول تصدير أشباه الموصلات الأميركية المتقدمة

تُمثّل جولة ترامب في الخليج لحظة مفصلية في مساعيه لإعادة تشكيل السياسة الخارجية الأميركية وفق منطق الاقتصاد أولاً. ووسط الصراعات والحروب، يُراهن ترامب على الخليج كشريك استثماري وتجاري قادر على إسناد طموحاته الاقتصادية والسياسية في آنٍ معًا.


م.ال

اضف تعليق