تتفاقم أزمة الكهرباء في العراق بصورة مستمرة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، في مشهد اعتاد عليه العراقيون، في وقت أعلنت وزارة الكهرباء العراقية توقّف عدد من محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، بسبب انخفاض الغاز المستورد من الجارة إيران لنحو نصف الكمية.

 وتزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة وتجاوزها في بعض المحافظات نصف درجة الغليان، أكدت الوزارة في بيان، اليوم الثلاثاء، أنها "تعمل بكل إمكاناتها الفنية والبشرية على الحفاظ على استقرار منظومة التجهيز، وتأمين أكبر قدر ممكن من ساعات التغذية الكهربائية للمواطنين".

فقدان نحو (3800) ميغاواط من الكهرباء

وأوضحت الوزارة في بيانها نقلاً عن مدير مديرية الوقود في وزارة الكهرباء، سعد فريح، أن "كميات الغاز المستورد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد شهدت تراجعاً كبيراً خلال الساعات الماضية، حيث انخفضت إلى ما يقارب النصف (25 مليون متر مكعب) يومياً، مقارنة بالكميات المتعاقد عليها بين البلدين والبالغة (55 مليون متر مكعب) يومياً"، مشيرة: "تسبب هذا التراجع المفاجئ بخروج عدد من محطات الإنتاج الغازية عن الخدمة، ما أدى إلى فقدان نحو (3800) ميغاواط من القدرة التوليدية الوطنية".

وأكدت أن "وزارة الكهرباء، وبمتابعة مباشرة من الوزير، تبذل جهوداً استثنائية لإعادة التوازن إلى منظومة التوليد من خلال التنسيق المستمر مع وزارة النفط لتعويض جزء من النقص الحاصل عبر زيادة تجهيز الوقود".

وفيما تعمل الحكومة على مشاريع بديلة، مثل الربط الكهربائي مع دول الجوار كالسعودية والكويت، واستيراد الغاز من تركمانستان عبر اتفاقيات مبادلة، لكن هذه المشاريع تحتاج سنوات للاكتمال، ما يعقد أزمة التيار الكهربائي في العراق

وتسعى العراق إلى تقليل حرق الغاز المصاحب، حيث خفضت النسبة من 47% في 2021 إلى 33% في 2024، مع خطط للوصول إلى 20% بحلول 2026.

حلول بديلة مكلفة ومقترحات للمواجهة

وفي ما يخص إطلاق وزارة الكهرباء، الجولة الأولى من مشاريع الطاقة الشمسية، برزت تساؤلات عن إمكانية مساهتمها بتقليل الضغط على محطات التوليد التي تعمل بالغاز، فضلا عن تكالفيها، وفيما أكد متخصصون انها ستساهم “جزئيا” بتوفير الكهرباء، اقترحوا أن يقتصر عمل هذه المحطات على المشاريع فقط، لتكون مجدية نظرا لتكاليفها المرتفعة.

ويقول الخبير في الطاقة، حمزة الجواهري، في تصريح، إنه “لا توجد ضرورة للاعتماد على الطاقة الشمسية بالكامل، في ظل توفر الغاز لتشغيل محطات توليد الكهرباء”.

ويضيف أن “الطاقة الشمسية تضيف أو تساعد إنتاج الطاقة في العراق، ولكن من الأفضل استخدامها في المزارع والمصانع التي ينتهي العمل فيها نهارا ولا يمتد لساعات الليل، كون هذا يكون أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، لأننا لا نحتاج لخزن الكهرباء ليلا، إذا كان المكان هو الحقل او المصنع يعمل في النهار، ما يعني توفير أموال تقدر بـ70 بالمئة من الاموال التي ترصد لهذا المشروع، اذا كان يعمل على طوال الوقت”.

ويتابع أن “كلفة انتاج هذه محطات الطاقة الشمسية تبلغ نصف مليار دولار بالنسبة لإنتاج كل ألف ميغاواط، لكن الجانب المكلف فيها هي محطات الخزن ولهذا لا ينصح باستخدام هذا النوع من الطاقة في المشاريع التي تعمل ليلا لتقليل تكاليف الانتاج”.

وأطلقت وزارة الكهرباء، قبل يومين، الجولة الأولى من مشاريع محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية (المتجددة) الاستثمارية، من خلال دعوة الشركات المتخصصة في صناعة الكهرباء من المحطات الشمسية الكهروضوئية.

وكان العراق وقع في تموز 2024، الإجازة الاستثمارية الخاصة بمشروع محطة كهرباء الطاقة الشمسية مع شركة “توتال انيرجي” الفرنسية بسعة 1000 ميغاواط في محافظة البصرة.

وأعلن وزير الكهرباء زياد علي فاضل، في شباط الماضي، تأهيل 8 شركات متخصصة ‏في مجال الطاقة الشمسية ضمن المرحلة الأولى، في إطار مبادرة البنك المركزي العراقي.‏

 


اضف تعليق