التنظيم يستجمع قواه ويحاول العودة مستغلاً المشكلات التي تواجهها الحكومة الجديدة فيما تجهز واشنطن حملة للقضاء عليه.

تفجيرات ومخططات لعمليات اغتيال دفعت كل الأطراف الدولية والسلطات المحلية لقرع ناقوس عودة خطر "داعش" إثر تفجير كنيسة مار إلياس في الدويلعة بالعاصمة دمشق، تبعتها حملة من قبل الأمن العام تمكنت من القبض على متورطين ومخططات لعمليات لاحقة يخطط لها خلايا التنظيم منها اغتيال رئيس الجمهورية.

تبقي فلول "داعش" أكثر التنظيمات تطرفاً ينشط على مدار سنوات بعد سقوطه في عام 2019 بين كثبان رمال البادية السورية وجحورها، محولاً الكهوف غرف عمليات له، ومعتمداً على عمليات خاطفة، وحرب عصابات لكن اليوم يبث مخاوف من بصماته بالداخل السوري تعيد البلاد إلى حلقات من نار وبارود التكفيريين عبر خلايا تنتشر بالمدن والأرياف المترامية الأطراف.

تفجيرات ومخططات لعمليات اغتيال دفعت كل الأطراف الدولية والسلطات المحلية لقرع ناقوس عودة خطر "داعش" إثر تفجير كنيسة مار إلياس في الدويلعة بالعاصمة دمشق، تبعتها حملة من قبل الأمن العام تمكنت من القبض على متورطين ومخططات لعمليات لاحقة يخطط لها خلايا التنظيم منها اغتيال رئيس الجمهورية.

الهزيمة في البادية

اليوم يدور الحديث عن تعاون مرتقب وانتظام حكومة دمشق بحملة عسكرية مرتقبة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وفصيل جيش سوريا الحر و"قوات سوريا الديمقراطية" "قسد"، ومن المرجح أن تهاجم خلايا "داعش" في البادية وسط تحذيرات وصلت إلى تهديدات من قبل التنظيم للسلطات السورية الجديدة من مغبة التقارب الحاصل بين سوريا وأميركا، مما يفتح باب التكهنات على مصراعيه حيال حدوث أعمال عنف وأحداث أمنية دامية تعتمد على التفجيرات.

ولم يتضح بعد ماهية خطة الحملة وتوقيتها، لكن المعلومات الواردة تفيد بحال استنفار وتحضيرات من قبل القوات المسلحة في الشمال الشرقي للبلاد للانضمام لحملة أمنية وشيكة قد تكون قوات "قسد" رأس الحربة بها، بخاصة كونها الأكثر تمرساً في حربها المستمرة لعقد من الزمن أمام تنظيم "داعش" في عام 2014 وحتى سقوطه عام 2019 في ريف دير الزور.

معركة استنزاف

في غضون ذلك ترى أوساط مراقبة أن القوات الحكومية لن تكون بالقدر الكافي من الجاهزية لخوض معركة استنزاف ضد "داعش"، علاوة عن كونه يلاحق فلول النظام من المتمردين في الساحل، فضلاً عن كون الفصائل، لا سيما القوات العسكرية من المقاتلين الأجانب يحملون عقيدة قد تمنعهم من الحرب في وجه "داعش" في وقت خاطبهم التنظيم قبل شهرين للانضمام إليه.

في المقابل يرى فيه متخصصون أن القوات الحكومية قد تجد مانعاً بالتحالف مع قوات "قسد" التي لم تنضو تحت راية الجيش السوري الجديد على رغم الاتفاق المبرم بين قائد قوات سوريا، مظلوم عبدي ورئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع.

وتستبعد الصحافية الأميركية السورية المقربة من البيت الأبيض مرح البقاعي في حديث إلى "اندبندنت عربية" رفض أي فصيل أمر الانضمام إلى جهود الرامية في إطار الحملة الأمنية، حتى ولو كان جزءاً من هذا التحالف "قسد" التي لا تربطها علاقات ودية مع الفصائل، "ولكن إذا طلب التحالف حرباً موسعة لمكافحة تنظيم ’داعش‘ أعتقد أن معظم تلك الفصائل ستلتحق من أجل المشاركة بحرب 'داعش' في البادية السورية الذي يتمدد بمراكز البادية هناك، فإن الأمر سيتم بتوجيه وإدارة من التحالف".

وترى البقاعي أن "داعش" يتمدد ويستفيد من الحالة الأمنية والسياسية الهشة في سوريا، وهذه البيئة تهيئ له مناخاً للتمدد، ويقوي عضده من جديد بخاصة أنها تعمل على استقطاب أنصار وإقامة تحالفات على الأرض مثل حركة "أنصار السنة" التي نشطت في الآونة الأخيرة، وتبنوا انفجار كنيسة مار إلياس، واليوم تتبنى حرائق اللاذقية غرب سوريا، كما أن هؤلاء إما أن يكونوا من "داعش"، وإما يتحالفون معه لزعزعة الاستقرار في سوريا وفق رأيها.

تمويل وتدريب

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) رفعت موازنة 2026 إلى الكونغرس، وخصصت 130 مليون دولار لدعم "قوات سوريا الديمقراطية" و"جيش سوريا الحر" ضمن برنامج مكافحة "داعش"، ولفت بيان خاص إلى أن الدعم يتيح تدريب قوات "قسد"، وتوسيع العمليات ضده في شمال شرقي وجنوب شرقي سوريا مع تقديم دعم أمني في محيط مخيم الهول وتأمين مناطق الحماية لقاعدة التنف وقوات التحالف الدولي، ومكافحة شبكات التنظيم.

ومن اللافت انخفاض طفيف بتمويل سوريا في السنة المالية 2026 عن السنة السابقة في عام 2025 بلغ 148 مليون دولار، أما في عام 2024 فنحو 156 مليون دولار ضمن إطار صندوق التدريب والتجهيز لمكافحة تنظيم "داعش"، ويرد متخصصون هذا التحول التدريجي في أولويات السياسة الأميركية، وإفساح إدارة الرئيس دونالد ترمب أمام السلطات السورية الجديدة لتعزيز نفوذ الرئيس السوري أحمد الشرع وتقليص الاعتماد على الميليشيات المسلحة خارج الجيش النظامي، بينما ينظر فريق إلى كون التخفيض ليس بالضرورة تخلي واشنطن عن نفوذها شمال شرقي سوريا، بل إلى إعادة هيكلة الدعم وانخفاض الحاجات التي باتت تقتصر على تعزيز الحماية والقضاء على جيوب التنظيم المتطرف.

 

المصدر: اندبيندنت

 

س ع


اضف تعليق