أعادت الورقة الأمريكية المطروحة في بيروت أواخر 2024 ملف سلاح حزب الله إلى الواجهة، في إطار مقاربة وُصفت بأنها محاولة لتفكيك قدرات الحزب مقابل وعود سياسية وأمنية.

غير أن المعضلة الجوهرية تبقى في غياب الثقة، إذ لم تلتزم (إسرائيل) أصلًا ببنود الاتفاقيات السابقة، واستمرت في خروقاتها واستباحة الأجواء اللبنانية، ما يجعل أي مقايضة بين السلاح والضمانات (الإسرائيلية) أقرب إلى "فخ سياسي"، بحسب مراقبين.

في الداخل، تصاعد الجدل التقليدي حول السلاح بين فريق يرى فيه عبئًا على الدولة ومصدرًا لعزلتها الدولية، وفريق آخر يعتبره "الضمانة الأساسية" في مواجهة (إسرائيل).

ومع ذلك، يتقاطع الموقف الشيعي – من رئيس البرلمان نبيه بري إلى حزب الله – عند رفض الطرح الأمريكي بصيغته الحالية، مع التمسك بخيار الحوار الوطني كإطار وحيد للبحث في هذا الملف.

وبحسب متابعين، فإن المبادرة الأمريكية ليست مجرد مقترح تقني، بل ورقة ضغط تسعى لإعادة رسم التوازنات الداخلية في لبنان.

ومع غياب توافق داخلي، وتنامي انعدام الثقة تجاه تل أبيب، يبقى سلاح حزب الله محور تجاذب بين واشنطن وتل أبيب من جهة، وبيروت بمكوّناتها المتنوعة من جهة أخرى.

م.ال

اضف تعليق