أكد الباحث في الشأن السياسي أحمد الصالح، أن تعيين مارك سافايا مبعوثاً رئاسياً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحمل دلالات تتجاوز البعد البروتوكولي، ويشكل مؤشراً على رغبة واشنطن في إعادة مقاربة علاقتها مع العراق من زاوية أكثر واقعية وعمقاً.

وقال الصالح في تصريح صحفي، لوسائل اعلام رسمية إن "سافايا، وهو شخصية من أصول عراقية ومطلع على الطبيعة الاجتماعية والسياسية المتنوعة للعراق، يمثل ما يمكن تسميته بـ(المفتاح العراقي) الذي اختارته الولايات المتحدة لإعادة رسم ملامح العلاقات الثنائية"، مبيناً أن "العراق بحكم موقعه الجغرافي وتركيبته الداخلية وتعقيدات محيطه الإقليمي يحتاج إلى فهم دقيق للتوازنات وحساسية عالية تجاه تنوعه القومي والديني والسياسي".

وأضاف أن "المهمة الأساسية للمبعوث الرئاسي لا تقتصر على إدارة الملفات الأمنية، بل تمتد إلى بناء تصور متكامل لشراكة طويلة الأمد تستند إلى المصالح المشتركة، فالتحديات الأمنية في العراق اليوم لم تعد منعزلة عن الاقتصاد، ولا يمكن فصل الاستقرار السياسي عن فرص التنمية والاستثمار".

وأشار الصالح إلى أن "سافايا يمتلك بحكم خلفيته وفهمه للسياق العراقي فرصة حقيقية للعب دور الوسيط الذكي بين تطلعات العراق الوطنية ورؤية الولايات المتحدة لمصالحها في المنطقة، بما يتيح ترجمة الهواجس العراقية إلى لغة مفهومة في واشنطن، ونقل الرؤية الأمريكية إلى بغداد بأسلوب يأخذ بنظر الاعتبار الخصوصية العراقية وحساسية المرحلة".

وأكد أن العراق يبحث عن شراكات مستدامة وعلاقات متوازنة تستثمر في مستقبله، مشدداً على أن تعيين سافايا يمثل فرصة مهمة ليس فقط لتمثيل الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب، بل للمساهمة في فتح صفحة أكثر نضجاً في العلاقات العراقية–الأمريكية، تقوم على الواقعية السياسية وتغليب المصالح المشتركة وتحويل التعقيد العراقي من عبءٍ على السياسات الدولية إلى فرصة لبناء نموذج شراكة أكثر توازناً واستدامة".



اضف تعليق