أثار طرح علمي قدّمته عالِمة الأحياء التطورية الأسترالية جيني غريفز عام 2002 جدلاً واسعاً، بعدما أشارت إلى أن الكروموسوم الذكري Y فقد خلال ملايين السنين جزءاً كبيراً من جيناته، وأنه قد يواصل هذا المسار إلى حدّ يمكن أن يختفي معه نظرياً في المستقبل البعيد.
ورغم أن غريفز لم تتحدث عن «انقراض الرجال»، تحوّلت أفكارها إلى عناوين إعلامية مثيرة، بينما أوضحت أن التغيرات المحتملة تخص الكروموسوم نفسه، لا وجود الذكور.
غريفز أكدت أن بعض الحيوانات فقدت فعلياً الكروموسوم Y مع بقاء الذكور وقدرتها على التكاثر، بعد انتقال الجينات المسؤولة عن تحديد الجنس إلى كروموسومات أخرى، مشيرة إلى إمكانية ظهور جين بديل يقوم بالمهمة ذاتها لدى البشر.
وفي المقابل، رفضت عالِمة الأحياء التطورية جين هوغز هذه الفرضية، مؤكدة أن الكروموسوم Y أصبح مستقراً بعد مرحلة مبكرة من فقدان الجينات، وأن الدراسات المقارنة لدى الثدييات تشير إلى أن الجينات المتبقية فيه أساسية ولا يمكن أن تزول بسهولة.
واعتبرت هوغز أن الضغط التطوري يحافظ على هذه الجينات ويمنع استمرار التدهور.
ويعكس الجدل القائم انقساماً علمياً لا يزال مستمراً، إذ انقسم العلماء في مناظرة عقدت عام 2011 بين من يرى أن مسار التدهور ما زال قائماً على المدى الطويل، ومن يعتقد أن الكروموسوم وصل إلى حالة من الاستقرار.
وبين غياب حسم نهائي، يتفق الباحثون على أن الكروموسوم Y خسر بالفعل كثيراً من جيناته عبر التاريخ التطوري، فيما تبقى الأسئلة مفتوحة حول مستقبله وآليات تحديد الجنس لدى البشر في حال طرأت تغييرات جينية جديدة.
م.ال



اضف تعليق