بغداد – النبأ

حذر الخبير في الشؤون الاستراتيجية جاسم الغرابي، اليوم الخميس، من تداعيات وتأثيرات عودة الهجمات بالطائرات الكسيرة على الحقول النفطية في إقليم كردستان على عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة والمفاوضات ما بين القوى السياسية.

وقال الغرابي، لـ"وكالة النبأ"، ان "الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيرة على المنشآت النفطية في إقليم كردستان تمثل تهديدا مباشرا ليس فقط على أمن الطاقة، بل أيضا على استقرار العملية السياسية في العراق، لا سيما على مستوى التفاوض بين القوى السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة".

وبين ان "الهجمات بالطائرات المسيرة على حقول النفط ومرافق التصدير في كردستان تضاعف المخاطر على حقوق الإقليم النفطية، خاصة في ظل التوترات القائمة حول الحصص المالية والموازنات الاتحادية، وهذا الأمر قد يضعف موقف حكومة الإقليم في التفاوض مع بغداد ويزيد من تعقيد ملف تشكيل الحكومة الجديدة".

وأضاف ان "ما نشهده من تصعيد أمني على البنية التحتية النفطية يعد عامل ضغط إضافي على القوى السياسية، إذ يمكن أن يستخدم كل طرف هذه التطورات لتقوية موقفه أو فرض شروطه خلال المحادثات، والهجمات تعكس أيضا هشاشة الاتفاقات النفطية السابقة بين الحكومة المركزية وكردستان، ما يهدد الاستقرار المالي والسياسي على حد سواء".

وتابع ان "أي تعطيل أو تهديد لإنتاج النفط في كردستان يعني اضطرابا في الإيرادات المحلية للسلطات الإقليمية، وهذا بدوره سينعكس على ميزانية الإقليم والخدمات العامة، مما يزيد من حدة الانقسام السياسي ويعقد مهمة تشكيل حكومة مركزية قادرة على تحقيق التوازن بين القوى المختلفة، كما ان استمرار الهجمات على المنشآت النفطية قد يدفع القوى السياسية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها في التفاوض، وقد يؤدي إلى تأخير إعلان الحكومة الجديدة، أو دفع بعض الأطراف للمطالبة بحصص أكبر أو ضمانات أمنية إضافية قبل المضي قدما".

اضف تعليق