في ظل التوجهات الحكومية لتعزيز التنمية المستدامة وتنشيط الاقتصاد الوطني، أكد رئيس المجلس الاقتصادي العراقي، إبراهيم البغدادي، أن العراق بات يشكل بيئة واعدة وجاذبة للاستثمارات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن "ملتقى العراق للاستثمار" الذي ينطلق هذا الأسبوع، يعد حدثًا محوريًا للكشف عن عشرات المشاريع الجاهزة في مختلف القطاعات.

وقال البغدادي في تصريح للوكالة الرسمية، إن العراق يتمتع بمقومات استراتيجية متعددة، في مقدمتها الموقع الجغرافي الذي يجعله نقطة ارتكاز رئيسة ضمن شبكة النقل الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى وفرة الموارد الطبيعية والطاقات البشرية، وهي عناصر تؤهله ليكون مركزًا اقتصاديًا فاعلًا في المنطقة.

وكشف البغدادي عن أن الملتقى سيعرض أكثر من 150 فرصة استثمارية موزعة على 12 قطاعاً اقتصادياً، تشمل مشاريع في الطاقة، الصناعة، الإسكان، الزراعة، النقل، الصحة، السياحة، الاتصالات، والرياضة، وتغطي معظم محافظات العراق.

وفي التفاصيل، أوضح البغدادي أن قطاع الطاقة والطاقة المتجددة يتصدر الفرص المعروضة بـ27 مشروعًا موزعة على 13 محافظة، وتشمل محطات حرارية وشمسية وطاقة من الرياح، بالإضافة إلى مشاريع لإنتاج الكهرباء من النفايات.

أما قطاع النفط والغاز فسيطرح فرصتين رئيسيتين لإنشاء مصفاة ومصنع متخصص في محافظتي البصرة وواسط.

وأضاف، أن قطاع الصناعات الثقيلة والمتوسطة سيقدم 21 فرصة استثمارية تشمل مشاريع كيميائية وتحويلية وغذائية في 10 محافظات، في حين يعرض قطاع المدن الصناعية والمناطق الحرة 9 فرص تتوزع بين كربلاء، ميسان، الديوانية، الأنبار، البصرة، ونينوى.

ووفقًا للبغدادي، فإن قطاع الإسكان يمثل محورًا مهمًا في جدول الملتقى، مع طرح 25 فرصة لإنشاء مجمعات ومدن سكنية في 11 محافظة، توفّر ما لا يقل عن 150 ألف وحدة سكنية. كما سيتم تقديم 20 فرصة في قطاع الزراعة والإنتاج الحيواني ضمن 5 محافظات، مستهدفة استثمار مساحات زراعية واسعة وتحقيق الأمن الغذائي.

أما القطاع الصحي، فسيحظى بعرض 10 مشاريع لإنشاء مستشفيات ومراكز تخصصية في 7 محافظات، ضمن توجه لدعم البنية التحتية للقطاع الطبي وتوسيع نطاق الخدمات الصحية.

وفي جانب السياحة والترفيه، أكد رئيس المجلس الاقتصادي العراقي أن هناك 9 فرص استثمارية تشمل مدنًا ترفيهية ومشاريع سياحية في محافظات ذي قار، النجف، نينوى، بابل، وكربلاء، فيما تشمل خطط النقل والموانئ مشاريع لإنشاء قطارات معلقة ومطار مدني.

وفي قطاع الاتصالات، تم الإعلان عن فرصتين لإنشاء مراكز بيانات حديثة وإنزال كوابل بحرية للاتصالات الدولية في منطقة الفاو، بهدف تحديث البنية الرقمية وتوسيع نطاق الاتصال مع الأسواق العالمية.

البغدادي أشار إلى، أن الملتقى يتضمن جلسات حوارية رفيعة المستوى، تسلط الضوء على أبرز الإجراءات الحكومية التي تدعم المستثمرين، ومن ضمنها التسهيلات الإدارية والإعفاءات الضريبية وتخصيص الأراضي، مؤكدًا أن الحكومة العراقية تسعى لأن تكون شريكًا حقيقيًا في تنمية القطاع الخاص.

كما لفت إلى، أن ملتقى العراق للاستثمار سيوفر منصة مباشرة للتواصل بين المستثمرين المحليين والأجانب، من جهة، والوزارات والمؤسسات العراقية من جهة أخرى، بما يضمن تسهيل حركة رأس المال وتذليل العقبات أمام تنفيذ المشاريع.

وأكد البغدادي أن العراق يسعى، من خلال هذه المبادرات، إلى ترسيخ صورته كمركز إقليمي للاستثمار والتنمية، مستفيدًا من التوجهات الإصلاحية التي تقودها الحكومة، والتشجيع المتزايد من القطاع الخاص، محليًا ودوليًا.

ويأتي تنظيم الملتقى في وقت تشير فيه مؤشرات الاقتصاد العراقي إلى ضرورة تنويع مصادر الدخل، بعيدًا عن الاعتماد المفرط على قطاع النفط، عبر تحفيز الاستثمار في القطاعات الإنتاجية والخدمية الحيوية.


م.ال

اضف تعليق