قال الباحث علي الطالقاني إن الانسحابات الأخيرة للقوات الأمريكية باتجاه شمال العراق لا يمكن فصلها عما يجري على الأراضي السورية وما يرتبط بالصراع مع إيران والفصائل المتحالفة معها.

وأوضح الطالقاني أن هذه التحركات تأتي في إطار مشروع لإقامة منطقة عازلة داخل سوريا بدعم غير مباشر من الولايات المتحدة. وتمتد المنطقة، بحسب متابعته، من السويداء حتى أطراف دير الزور بمحاذاة الحدود العراقية، وتُطرح باعتبارها حمايةً للدروز، غير أن امتدادها الجغرافي بمحاذاة البادية السورية حتى الحدود العراقية يكشف عن وظيفة استراتيجية أوسع.

وبيّن الطالقاني أن الهدف من هذه المنطقة هو فصل الحدود العراقية عن العمق السوري حيث تنتشر الفصائل، مع إبقاء احتمال تمدد تنظيم داعش دون تدخل مباشر من واشنطن. 

وأضاف أن الأمر لا يقتصر على بعد عسكري بل يتضمن أبعاداً جيوسياسية معقدة، قد تستخدمها الولايات المتحدة كوسيلة لإعادة تموضع قواتها في العراق عبر الضغط غير المباشر، خاصة مع حساسية الحدود السورية العراقية بالنسبة لأمن العراق.

وأشار الطالقاني إلى أن انعكاسات هذه التطورات قد تضع العراق أمام تحديات أمنية ولوجستية عابرة للحدود، وربما أمام خيار طلب دعم أمريكي جديد لن يتحقق إلا عبر طلب رسمي. كما لفت إلى أن وضع هذه المنطقة بيد داعش يمنح واشنطن ذريعة لإطالة أمد وجودها تحت شعار "محاربة الإرهاب"، بينما في الواقع تعمل على إعادة ضبط موازين القوى الإقليمية.

وختم الطالقاني حديثه بالقول إن العراق يقف اليوم أمام معادلة صعبة بين الحفاظ على السيادة الوطنية وضمان الأمن القومي، في ظل مشهد إقليمي يزداد تعقيداً.

ع ع

اضف تعليق