في خطوةٍ تهدف لتعزيز الدور البنّاء الذي يلعبه الإعلام في خدمة قضايا المجتمع من جهة ومواجهة الإرهاب والتطرّف من جهة أخرى، إضافة الى تشجيع الإعلاميين العرب على الإبداع وتحفيز روح المنافسة الإيجابية بين المؤسسات الإعلامية، فضلاً عن إعداد وتطوير الكوادر الإعلامية بما يُحقّق الوصول الى الاحترافية العالية التي تُمكّن الإعلاميين العرب من أداء رسالتهم على أكمل وجه.

وبناءاً على قرار مجلس وزراء الإعلام العرب (رقم/ق 409 ـ /دع 46) في دورته السادسة والأربعين والتي عقدت في القاهرة يوم 21 آيار 2015 والذي نصّ على ان "يقوم قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية بالإعلان عن تخصيص جائزة للتميّز الإعلامي وهي جائزة سنوية تُخصّص بدءاً من العام 2016 الحالي، حيث يتم الاحتفال بها سنوياً على المستوى العربي إنسجاما مع ميثاق جامعة الدول العربية وتنفيذاً لميثاق الشرف الإعلامي العربي وتأسيساً على المبادئ التي إنطلقت منها الاستراتيجية العربية للإعلام"، وحُدّد حين ذاك يوم 21 نيسان 2016 موعداً للإحتفال بيوم الإعلام العربي في مقر جامعة الدول العربية وباقي الدول العربية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والمؤسسات الإعلامية.

وفي إنطلاق مسابقة التميّز الإعلامي هذا العام 2016 بمناسبة يوم الإعلام العربي أقامت الأمانة العامة لمجلس الوزراء وبرعاية الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء العراقي مهرجاناً تكريمياً مركزياً حمل شعار (الإعلام في مواجهة الإرهاب) لتكريم الفائزين بجائزة الإعلام الاستقصائي والعمود الصحفي والصورة الفوتوغرافية، إضافة الى تكريم مراسلين حربيين فضلاً عن ذوي شهداء الإعلام والصحافة العراقية.

المهرجان إحتضنته خشبة مسرح وسينما المنصور وسط العاصمة بغداد في ساحة الاحتفالات الكبرى التي أُعيد إفتتاحها بالمناسبة بعد مُضي 13 عاماً على إغلاقها أمام الزوّار، وتضمّن كلمات من قبل اللجان المنظّمة والراعية للحفل (كي كارد) إضافة الى كلمات للجنة الثقافة والإعلام البرلمانية ونقابة الصحفيين العراقيين، كما تضمّن المهرجان عزف للفرقة السيمفونية الوطنية العراقية وعروض للفرقة الوطنية للفنون الشعبية ودار الأزياء العراقية وفلماً وثائقياً، كما تم إقامة فعاليات فنية وثقافية منوّعة على هامش العروض الرئيسية خارج خشبة المسرح على حدائق مجمع المنصور لمعارض الصور الفوتوغرافية والفن التشكيلي والكتب والأعمال الحرفية اليدوية.

حضر المهرجان وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد راوندوزي ممثلاً عن رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء الدكتور مهدي العلاق ونقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي، كما حضره برلمانيين ووكلاء الوزارات والمدراء العامّين من مختلف الوزارات العراقية ووفود عربية وأجنبية ووسائل إعلامية وفنانين ومهتمين بالشأن الإعلامي والصحفي.

وفي لقاء مراسل وكالة النبأ للأخبار مع مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي العلاق أكد على "ضرورة توحيد الجهود الإعلامية العربية لمواجهة الإرهاب، وإن الإعلام العراقي أثبت إنّه لا يختلف عن المقاتلين في ساحات القتال إذ ضحّى بنفسه لنقل الحقائق للرأي العام"، مضيفاً "إن المهرجان يأتي تنفيذاً لقرارات مجلس وزراء الإعلام العرب التابع للجامعة العربية بإعتبار الـ (21 من نيسان) يوماً للإعلام العربي تحت شعار (دور الإعلام في مواجهة الإرهاب)"، منوّهاً على "إن التكريم شمل أفضل ثلاثة أعمدة صحفية ومراسلين حربيين فضلاً عن ذوي شهداء الإعلام والصحافة" مُعرباً عن "أملي أن تكون هذه المناسبة التي تحتفل فيها الدول العربية جميعها، فرصة للوقوف مع العراق والدول التي تواجه الإرهاب"، مشيراً الى "إنّنا ننتقد وبقوة بعض وسائل الإعلام العربي التي تغطي الأوضاع والأحداث في العراق بنحوٍ سلبي، وإن تلك الوسائل ما تزال تستخدم التضليل الإعلامي متأثرة ببعض الإملاءات والإرهاصات التي تحدث هنا وهناك".

من جانبه قال مدير العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية إبراهيم العبادي" إن الإعلام العربي مُنقسم على نفسه بشأن الأوضاع الجارية في العراق، فبعد إنكشاف تداعيات الإرهاب في الدول العربية ظهرت بوادر للكشف عن أفكار الإرهاب ودوافعه لكنّها تخضع للمزاجيات والأجندات الخاصة لوسائل الإعلام"، مضيفاً "إن العراق عانى كثيراً من التغطية السلبية للإعلام العربي بشأن الأحداث التي شهدها قبل أن تقُل في السنتين الماضيتين"،  مبيّناً "يجب تكامل الجهود الإعلامية العربية في المرحلة المقبلة في مواجهة الإرهاب"، مؤكداً على "إن الإعلام العراقي نجح الى حدّ ما في تعبئة الرأي العام ضد الإرهاب على الرُغم من وجود بعض الإنحرافات فيه، وإن بعض وسائل الإعلام المحلية حاولت التغطية على الوجه القبيح للإرهاب في بدايته لتُوقع اللبس على الجمهور، لكن عندما إكتوى الجميع بنار الإرهاب وأصبح من المستحيل أن تخفي أعماله الإجرامية لحقت بركب المناهضين للتطرّف".

بدوره أشار المراسل الحربي الرائد علاء العيداني "يتمثّل دورُنا كإعلاميين وصحفيين في نقل الصورة الحقيقية للمؤسسات العسكرية، إضافة الى رفع المعنويات لمقاتلينا الأبطال ومن يتواجد في ساحات الوغى"، مضيفاً "تكريمنا اليوم بمناسبة يوم الإعلام العربي من قبل الجامعة العربية والأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي يُعطينا دافع معنوي ولجميع أقراني وزملائي المراسلين المصورين الحربيين وكل من يعمل في هذا المجال العسكري أو المدني".

مؤكداً على "إن الإعلام العراقي وخصوصاً الإعلام العسكري أو الحربي له دور مُهم وبارز في المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي ومُساهم كبير في الإنتصارات التي تحقّقت ولا زالت تتحقّق بفضل قواتنا الأمنية في الجيش والشرطة ومتطوّعي الحشد الشعبي وأبناء العشائر العراقية".

من جانبٍ آخر قال مدير مؤسسة النبأ للإعلام والثقافة في كربلاء المقدسة علي الطالقاني "بدعوةٍ من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي واللجنة المنظّمة لمهرجان يوم الإعلام العربي في 21 نيسان لعام 2016، والذي نُظّم تحت شعار (الإعلام في مواجهة الإرهاب)، تم تكريم المؤسسة من خلال مقالاً صُحفياً لنا بعنوان (فك طلسم داعش الإعلامي) نُشر على موقع شبكة النبأ المعلوماتية ومواقع أخرى محلية وعربية".

مؤكداً على انه "يأتي هذا التكريم الثاني على المستوى الوطني بعد إن فازت المؤسسة من خلال تحقيق صُحفي لنا أيضاً بعنوان (خفايا التنظيمات الإرهابية في مناطق جنوب بغداد) تم نشره حينها على موقع ذات الشبكة ومواقع إخبارية أخرى".

هذا وأعرب الحاضرون جميعاً عن أملهم بأن تكون هذه المناسبة (يوم الإعلام العربي) والتي ستحتفي بها الدول العربية جميعها كل عام، فرصة للوقوف مع العراق والدول التي تواجه الإرهاب.

وفي ختام المهرجان تم توزيع الجوائز والدروع وشهادات الشكر والتقدير والمشاركة على الفائزين الثلاثة في المسابقة، وكذلك هدايا الجهة الراعية (كي كارد) على المشاركين في المهرجان التكريمي والقنوات الإعلامية والمؤسسات الصحفية التي ساهمت في تغطية ونقل مراسيم المهرجان.

اضف تعليق