وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صباح الثلاثاء، إلى قصر اليمامة في العاصمة السعودية الرياض، حيث جرى له استقبال رسمي مهيب قبيل بدء محادثاته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مستهل جولة خليجية تشمل الإمارات وقطر وتستمر حتى 16 أيار/مايو الجاري.
واصطحب موكب الرئيس الأميركي إلى القصر فرسان على ظهور الخيل يرفعون أعلام البلدين، بينما أُطلقت 21 طلقة مدفعية ترحيباً، فيما رافقت مقاتلات سعودية من طراز F-15 طائرة "إير فورس وان" الرئاسية أثناء اقترابها من الأجواء السعودية.
وكان ولي العهد السعودي على رأس المستقبلين لترامب في مدرج مطار الرياض، في إشارة إلى متانة العلاقات الثنائية، إذ جرى تجاوز البروتوكول المعتاد الذي يُوكل مهمة الاستقبال عادة لأمراء المناطق.
وفور دخوله القصر، التقى ترامب بولي العهد، وصافح الجانبين كبار المسؤولين والوزراء في قاعة احتشدت بالوفود الرسمية.
ومن المنتظر أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات استراتيجية تشمل التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، وفقاً لما بثّته قناة "الإخبارية" السعودية.
وتُعد هذه الزيارة الأولى لترامب خارج الولايات المتحدة في ولايته الرئاسية الثانية، باستثناء زيارة قصيرة إلى روما للمشاركة في جنازة البابا فرنسيس، وقد وصفها البيت الأبيض بأنها "عودة تاريخية" إلى المنطقة.
وكان ترامب قد اختار السعودية كأول محطة خارجية له خلال ولايته الأولى أيضاً في عام 2017.
الاستثمارات والصفقات في صدارة الاهتمام
وانطلق صباح الثلاثاء منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي بحضور وزراء ورجال أعمال بارزين من الجانبين، حيث يُنتظر أن ينضم ترامب إلى فعاليات المنتدى لاحقاً.
وتشير التوقعات إلى توقيع صفقات كبرى تشمل مجالات الدفاع والطيران والطاقة والذكاء الاصطناعي، إذ قال دانيال شابيرو من مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي: "الرئيس سيركز على الصفقات – أي جذب استثمارات خليجية إضافية إلى الولايات المتحدة وتوسيع التعاون في الطاقة والتكنولوجيا".
كما يُتوقع أن تسعى السعودية للحصول على طائرات مقاتلة من طراز F-35 وأنظمة دفاع جوي أميركية متقدمة، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس عن مصدر سعودي مطلع، الذي أكد أن الرياض "تشترط تسلّم هذه الأنظمة خلال فترة ولاية ترامب".
إيران على الطاولة وملف التطبيع مؤجل
وتأتي الزيارة بعد أيام من إحراز تقدم نسبي في الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران التي انعقدت في عُمان، ما يُرجح أن تكون إيران محوراً رئيسياً في مباحثات ترامب مع قادة الخليج.
في المقابل، يبدو أن ملف التطبيع بين السعودية والاحتلال الاسرائيلي لن يحتل موقعاً متقدماً في جدول الأعمال، إذ تصر الرياض على ضرورة إقامة دولة فلسطينية كشرط أساسي لأي تحرك نحو الاعتراف.
خليج "عربي" وطائرة من قطر
وفي سياق متصل، أثار ترامب الجدل مجدداً بعد إعلانه أنه "سيتخذ قراراً قريباً" بشأن التسمية الرسمية للخليج المائي، وسط تقارير تفيد بأنه يعتزم اعتماد اسم "الخليج العربي" بدلاً من "الخليج الفارسي".
كما واجه انتقادات في واشنطن عقب أنباء عن قبوله طائرة بوينغ فاخرة مقدمة من قطر لاستخدامها كرئاسة مؤقتة بدلاً من الطائرة الرئاسية المتقادمة، حيث رد قائلاً إن الصفقة "هدية مؤقتة" و"علنية وشفافة للغاية".
اجتماع مرتقب مع قادة الخليج
وسيلتقي ترامب، خلال زيارته، قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في اجتماع يبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
ويأتي ذلك بعد أن وعد ولي العهد السعودي في كانون الثاني/يناير بضخ استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، في حين صرح ترامب قائلاً: "سأطلب منه أن يرفع المبلغ إلى تريليون دولار… أعتقد أنهم سيفعلون، لأننا كنا رائعين معهم".
م.ال
اضف تعليق