قال الباحث والكاتب علي الطالقاني في حديث لوكالة النبأ، إن الشرق الأوسط يعيش مرحلة انتقالية حساسة لم تُفرز طرفًا منتصرا بوضوح، بل أنتجت مشهدا إقليميا هشا تتنازعه قوى متعددة تسعى إلى توسيع نفوذها، مشيرا إلى أن النزاعات المتكررة أضعفت الأنظمة وأفسحت المجال أمام قوى صاعدة قد تدفع بالمنطقة إلى مزيد من التنافس وعدم الاستقرار.

وأضاف الطالقاني، أن خطر التسلح النووي ما يزال حاضرا كأحد أخطر التهديدات، موضحا أن احتمال المواجهة النووية لم يعد سيناريو بعيدا عن الواقع، وهو ما يضع مسألة الردع في قلب النقاشات الأمنية.

وتابع، أن هذا المشهد يتقاطع مع تراجع عالمي في النموذج الديمقراطي، وتحول في النظام الدولي نحو تعددية الأقطاب، حيث برزت روسيا والصين إلى جانب الولايات المتحدة كفاعلين رئيسيين.

وفي ما يتعلق بالسياسة الأمريكية، أوضح الطالقاني أن واشنطن لم تعد تنظر إلى المنطقة من زاوية أمن الطاقة وحده، بل باتت حساباتها متأثرة بعوامل داخلية.

واعتبر أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب جسدت هذا التحول من خلال سياسة الصفقات والقرارات غير المتوقعة، لكنها أفرزت نتائج عكسية أضعفت مكانة الولايات المتحدة دوليا وداخليا.

وأشار الطالقاني إلى، أن المسار الديمقراطي في الشرق الأوسط لا يزال هشا رغم بعض الإصلاحات، مبينا أن دول الخليج تقدم نموذجا يمزج بين البنى السياسية التقليدية والتنمية الاقتصادية، وهو ما قد يوفر استقرارا نسبيا، لكنه لا يمثل ضمانة لاستقرار طويل الأمد.

كما لفت إلى أن توسع التعليم وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل تُعد خطوات أخرى تجاه المشاركة الشعبية، لكنها لم تتحول بعد إلى منظومات سياسية راسخة.

وختم الطالقاني حديثه بالقول، إن المنطقة تقف أمام مشهد بلا فائز نهائي، حيث يتصاعد التنافس على النفوذ بما في ذلك خطر سباق التسلح، مؤكدا أن الأولويات اليوم تتمثل في تشجيع مسارات الحوار الإقليمي، والبحث عن ترتيبات أمنية تقلل المخاطر، مع الاستثمار في التعليم وبناء مؤسسات حكم رشيدة، إلى جانب تبني سياسة خارجية متوازنة وعدم الارتهان لمحور واحد.

اضف تعليق