في اكتشاف علمي مقلق، توصل باحثون في جامعة "نانكاي" الصينية إلى أن أوراق النباتات قادرة على امتصاص الجسيمات البلاستيكية الدقيقة مباشرة من الغلاف الجوي، ما يشير إلى أن التلوث البلاستيكي بات يغزو الغطاء النباتي بشكل واسع.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة "Nature"، حيث رصد الفريق العلمي وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في أنسجة أوراق النباتات، بعد جمع عينات من أربعة مواقع في منطقة تيانجين—منها مصنع داكرون ومكب نفايات وحديقة عامة وحرم جامعي. وكشفت التحاليل أن تركيز مادة "البولي إيثيلين تيريفثاليت" (PET) في أوراق النباتات القريبة من المواقع الصناعية يفوق مثيله في المناطق النظيفة بحوالي 100 ضعف، ليصل إلى عشرات الآلاف من النانوجرامات لكل غرام من الوزن الجاف.
وأكدت التجارب أن الجسيمات البلاستيكية تنتقل عبر المسار الخلوي غير الحي (Apoplastic pathway) إلى داخل أنسجة الأوراق والنظام الوعائي للنباتات، دون أن تصل إلى الجذور أو السيقان.
كما أظهرت التجارب على نبات الذرة تراكماً سريعاً للجسيمات في غضون 24 ساعة من التعرض للهواء الملوث، فيما لوحظ انخفاض في التلوث عند استخدام حمض الأبسيسيك (ABA) الذي يُغلق الثغور الورقية.
وفي سياق متصل، تم رصد جسيمات نانوية من PET والبوليستيرين (PS) في تسعة أنواع من الخضراوات الورقية، ما يثير مخاوف بشأن انتقال التلوث البلاستيكي إلى السلسلة الغذائية.
ويشير هذا الاكتشاف إلى أهمية تسليط الضوء على تلوث الهواء كمسار رئيسي لانتقال الجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى النباتات، ما قد يشكل خطراً مباشراً على صحة الإنسان والبيئة، ويستدعي إجراء دراسات أوسع لتقييم الأثر طويل المدى لهذا النوع من التلوث.
م.ال
اضف تعليق