منذ أكثر من عشر سنوات، يكرّس جعفر سلمان عيدان، أحد سكان ريف محافظة بابل جنوبي بغداد، شغفه بجمع السيارات القديمة وصيانتها، في محاولة للحفاظ على التراث العراقي وبثّ روح البهجة في مجتمعه المحلي.
يمتلك جعفر، البالغ من العمر خمسين عاماً، نحو عشر سيارات كلاسيكية من طرازات عالمية فاخرة مثل "رولز رويس" و"بيجو" و"كاديلاك" و"دودج"، بعضها يعود إلى ثلاثينات القرن الماضي. في متجره القريب من مدينة الإسكندرية، يعرض سياراته الملونة، ومن بينها مركبات سباق، ويستقطب بها أنظار الزوار والسكان على حد سواء.
يقول جعفر: "هذه هوايتي. أنا أحب التراث العراقي وأحب الحفاظ عليه، هذا تراثنا وحضارتنا ولا يمكننا إهمالهما".
ويحرص جعفر على صيانة هذه المركبات النادرة، رغم التحديات، إذ يطلب قطع الغيار من الولايات المتحدة، وقد تستغرق شهوراً حتى تصل.
إحدى أبرز سياراته هي "رولز رويس" موديل 1934، التي تحمل لوحة أرقام ملكية، ويقول عنها: "أحب لوحة الأرقام هذه لذا لم أبدأ إجراءات النقل بعد". ويؤكد أن السيارة كانت مملوكة للملك فاروق، ملك مصر والسودان، وأُهديت لاحقاً إلى الملك عبد العزيز آل سعود، وتحمل لوحة إهداء باللغتين العربية والإنكليزية.
بالنسبة لجعفر، لا تقتصر قيمة هذه السيارات على مادّتها أو ندرتها، بل في ما تولّده من مشاعر لدى الناس. "البهجة التي نراها على وجوه الناس، كباراً وصغاراً، هي ما يمنحنا الحافز"، يقول، مضيفاً أن البعض يتوقف ليعبّر عن ذكريات خاصة أثارتها رؤية إحدى السيارات.
حيدر خلف، أحد سكان المنطقة، يقول: "في الآونة الأخيرة، أصبح الناس يعرفون من هو أبو محمد. عندما يخرج بسيارة عتيقة جديدة، يتجمع الناس حوله ويستمتعون بمشاهدتها".
تصل تكلفة بعض السيارات التي يقتنيها جعفر إلى 15 ألف دولار، وتحتاج إلى إعادة طلاء وصيانة، لكنها بالنسبة له، جزء م ذاكرة العراق وتراثه الحي.
المصدر : رووداو
اضف تعليق