على مدى ما يقارب عقدين من الزمن، كرّس المصوّر العالمي جويل سارتور، أحد أبرز مصوّري مجلة ناشيونال جيوغرافيك، حياته لمشروع فريد حمل اسم "سفينة الصور" (Photo Ark)، هدفه توثيق التنوع البيولوجي على كوكب الأرض بعدسته، من أصغر الحشرات إلى أضخم الحيوانات.
وخلال 19 عامًا من العمل المتواصل، نجح سارتور في التقاط صور لأكثر من 17,000 نوع مسجّل من الكائنات الحية، محققًا بذلك أكبر أرشيف بصري يضم هذا التنوع المذهل.
ويصف سارتور بدايات الفكرة قائلاً:
"فكّرتُ: ما الذي يمكنني فعله ويسمح لنا برؤية جميع المخلوقات، كبيرة كانت أم صغيرة، والنظر إليها مباشرة دون تشتيت؟ أردتُ أن أمنحها صوتًا متساويًا من خلال تصويرها بشكل فردي بعيدًا عن المقارنات بين أحجامها. وهكذا وُلدت فكرة ’سفينة الصور‘."
لا يقتصر المشروع على التوثيق البصري، بل يحمل رسالة أعمق تتعلق بالتوعية البيئية والحفاظ على الطبيعة. إذ يؤكد سارتور:
"آمل أن تواصل هذه الصور أداء رسالتها حتى بعد رحيلنا جميعًا، فهي لا توثق فقط وجود الكائنات، بل تسلط الضوء أيضًا على الجهود المبذولة لحمايتها من الانقراض. إنها سجل حيّ يُظهر للناس كيف كان شكل عالمنا."
واختتم سارتور حديثه بتعبير صادق عن أمله في أن يظل مشروعه مصدر إلهام للأجيال القادمة:
"أتمنى حقًا أن يستمر هذا الإرث في إلهام الناس للاهتمام بالطبيعة وكل ما فيها، وألا يختلف العالم كثيرًا عمّا هو عليه الآن."
مشروع "سفينة الصور" يُعد اليوم أحد أهم المبادرات العالمية في مجال الحفاظ على الحياة البرية، ورسالة بصرية مؤثرة تذكّر البشرية بقيمة كل كائن حي في منظومة الحياة على كوكب الأرض.
متابعات
س ع
اضف تعليق