تستعد منظمة الصحة العالمية لإصدار توصيات جديدة تدعم رسمياً استخدام أدوية إنقاص الوزن كجزء من علاج السمنة لدى البالغين، في تحول لافت في استراتيجيتها تجاه واحدة من أبرز التحديات الصحية التي تواجه العالم.
وفي بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني، أكد متحدث باسم المنظمة أن العمل جارٍ منذ عام 2022 على تطوير مجموعة شاملة من التوصيات الخاصة بالوقاية من السمنة وعلاجها لدى مختلف الفئات العمرية، موضحاً، أن "التوصيات التي يُرتقب إصدارها بحلول أغسطس أو سبتمبر من هذا العام، ستحدد آليات دمج هذه الأدوية ضمن نموذج رعاية شامل يشمل التدخلات السريرية وتعديل أنماط الحياة".
وتعد هذه المرة الأولى التي تدعم فيها منظمة الصحة العالمية اعتماد الأدوية كمسار علاجي رسمي للسمنة لدى البالغين، في ظل تفاقم الظاهرة التي تؤثر على أكثر من مليار شخص حول العالم، بحسب بيانات المنظمة.
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن نحو 70% من المصابين يعيشون في دول منخفضة أو متوسطة الدخل.
وأوصت المنظمة بوضع استراتيجيات ملموسة لتحسين فرص الحصول على هذه العلاجات في تلك الدول، نظراً لارتفاع أسعار الأدوية المرتبطة بخفض الوزن، والتي تُطرح في الأسواق بأسعار تفوق 1000 دولار شهرياً في الولايات المتحدة، وتبقى مرتفعة نسبياً في الدول الغنية.
وتشمل الأدوية المعنية منتجات مثل "ويغوفي" من شركة نوفو نورديسك و"زيب باوند" من شركة إيلاي ليلي، والتي تعرف باسم منشطات مستقبلات GLP-1. وتعمل هذه الأدوية على محاكاة هرمون يبطئ عملية الهضم ويعزز الإحساس بالشبع، وقد أظهرت التجارب السريرية أنها تساعد المرضى على فقدان ما بين 15 إلى 20% من وزنهم.
غير أن الدراسات تشير أيضاً إلى، أن المرضى قد يحتاجون إلى تناول هذه الأدوية مدى الحياة للحفاظ على نتائجهم، مما يثير تساؤلات حول جدواها الاقتصادية والاستدامة الصحية في سياقات الدخل المحدود.
وفي هذا السياق، أكدت شركة إيلاي ليلي التزامها بتوسيع نطاق الوصول إلى أدويتها عالمياً، دون الكشف عن التفاصيل.
ويُتوقع أن تسهم توصيات منظمة الصحة في إعادة تشكيل السياسات الصحية الوطنية وتعزيز التكامل بين العلاج الدوائي وبرامج تعديل السلوك الغذائي والرياضي، في سبيل كبح جماح السمنة وتحسين جودة الحياة عالمياً.
م.ال
اضف تعليق