منظمة "كلونيد" بقيادة عالمة الكيمياء الحيوية الفرنسية بريجيت بواسيلييه أدارت مختبراً بولاية فرجينيا الغربية الأميركية يهدف إلى استنساخ البشر، وهذا ما دفع إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى التدخل وتوقيفه عن العمل، فنقلوا عملياتهم إلى جزر البهاما، وأعلنت في 2002 عن استنساخ أول طفلة بشرية سموها "إيف"، وبحلول عام 2004 زعمت المنظمة أنها نجحت في استنساخ 14 طفلاً بشرياً، إلا أن المجتمع العلمي دحض حينها هذه الادعاءات واعتبرها محض هراء.

في يوليو (تموز) 1996 تصدرت النعجة "دوللي" عناوين الأخبار العالمية باعتبارها أول حيوان مستنسخ من الثدييات، فصدمت الجميع حينها وأطلقت جدلاً واسعاً حول قدرة العلماء على استنساخ البشر.

تطلب إنتاج "دوللي" أخذ علماء معهد "روزلين" الاسكتلندي بويضة من نعجة وإزالة نواتها الحاملة للحمض النووي ودمج خلية من نعجة أخرى في البويضة، من ثم تعريض الخلية الناتجة لصدمة كهربائية، وعلى رغم أن عملية الاستنساخ هذه اقتصرت على نعجة، فإن النقاش تحول فوراً إلى البشر المستنسخين فبدأت الصحف تنشر مقالات افتراضية عن أطفال مستنسخين وجيوش من المحاربين المستنسخين.

وسارعت حكومات العالم حينذاك إلى حظر استنساخ البشر، واليوم بعد مرور ما يقارب من 30 عاماً على استنساخ "دوللي" لا تزال هناك عوائق أخلاقية وعلمية تمنع الاستنساخ البشري، ويسجل التاريخ محاولات علمية عدة لاستنساخ البشر قد لا يعلم عنها كثر.

التعريف العلمي للاستنساخ البشري

الاستنساخ مصطلح واسع، إذ يمكن استخدامه لوصف مجموعة من العمليات والأساليب، إلا أن الهدف دائماً منه هو إنتاج نسخ متطابقة وراثياً من كيان بيولوجي.

ويرجح المعهد الوطني لبحوث الجينوم البشري أن تستخدم أي محاولة استنساخ بشري تقنيات "الاستنساخ التناسلي"، وهو نهج تستخدم فيه خلية جسدية ناضجة، غالباً ما تكون خلية جلدية، بحيث يوضع الحمض النووي المستخرج من هذه الخلية في بويضة متبرعة أزيلت نواتها المحتوية على الحمض النووي، بعد ذلك تبدأ البويضة بالنمو في أنبوب اختبار قبل زرعها في رحم أنثى بالغة.

وفي حين استنسخ العلماء عديداً من الثدييات، بما في ذلك الأبقار والماعز والأرانب والقطط والقرود، لم يدرج البشر نهائياً وبصورة علنية ضمن هذه القائمة.

محاولات لاستنساخ البشر

كثر لا يعرفون أنه بعد استنساخ النعجة "دوللي" جرت محاولات علمية غير قانونية لاستنساخ البشر، ففي عام 1997 أنشأت الطائفة الرائيلية التي تؤمن بأن الحياة على كوكب الأرض نشأت بفضل كائنات فضائية، منظمة "كلونيد" بقيادة عالمة الكيمياء الحيوية الفرنسية بريجيت بواسيلييه، وأدارت مختبراً بولاية فرجينيا الغربية الأميركية، يهدف إلى استنساخ البشر، وهذا ما دفع إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى التدخل وتوقيفه عن العمل.

لكن ذلك لم يثن عزيمتهم، فنقلوا عملياتهم إلى جزر البهاما، وأعلنت المجموعة في 2002 عن استنساخ أول طفلة بشرية سموها "إيف"، وبحلول عام 2004، زعمت "كلونيد" أنها نجحت في استنساخ 14 طفلاً بشرياً، إلا أن المجتمع العلمي دحض حينها هذه الادعاءات واعتبرها محض هراء.

في غضون ذلك، كان الباحثون يكتشفون صعوبة استنساخ الأجنة البشرية أو حتى أجنة الرئيسات غير البشرية، ولم يكن هؤلاء الباحثون يسعون إلى إنجاب أطفال، بل كانوا يسعون إلى استنساخ أجنة بشرية، آملين في الحفاظ عليها حية لفترة كافية لإنتاج سلالات خلايا جذعية جنينية بشرية منها، تكون مهمة للبحث وقد تكون حاسمة للاستخدامات السريرية.

وفي عام 2004، كشف العالم الكوري الجنوبي هوانغ وو سوك عن نجاحه في استنساخ أجنة بشرية، واستنبط سلالات خلايا جذعية جنينية بشرية من اثنتين منها، وفي العام التالي، أفاد بأنه أنتج 11 سلالة خلايا جنينية بشرية من 185 بويضة، باستخدام مجموعة واسعة من المصادر لخلايا أجسامهم.

وبدا أن هذا الأمر يفتح الباب أمام استخدام نقل نواة الخلايا الجسدية لإنتاج خلايا جنينية بشرية، ومنها إنتاج خلايا وأنسجة بشرية متمايزة من خلايا جسم المريض نفسه أو لإنتاج أطفال مستنسخين، لكن الصدمة حلت في المجتمع العلمي بحلول نهاية عام 2005، حين ثبت للعالم أن عمل هوانغ احتيالي تماماً.

 

متابعات

 

س ع


اضف تعليق