يُعرف الكالسيوم بصفته أحد أهم العناصر الضرورية لصحة العظام والأسنان، غير أنّ الدراسات الطبية توسعت في بحث آثاره على حالات صحية أخرى، وسط تباين النتائج بشأن جدوى تناوله كمكمل غذائي.
وبحسب ما نشره موقع "Very Well Health"، فإن معظم الأفراد يمكنهم الحصول على كفايتهم من الكالسيوم عبر الغذاء اليومي من دون الحاجة إلى مكملات إضافية.
يحذر الأطباء من أن انخفاض امتصاص الكالسيوم أو ضعف تناوله قد يؤدي إلى هشاشة العظام وزيادة مخاطر الكسور، وهو ما يجعل المكملات خياراً مطروحاً للفئات الأكثر عرضة، لاسيما كبار السن والنساء بعد انقطاع الطمث.
وغالباً ما يُقرن الكالسيوم بفيتامين (D) لارتباطهما المباشر بصحة العظام، غير أن الأبحاث العلمية أظهرت تبايناً في النتائج بشأن كثافة المعادن أو الوقاية من الكسور.
كما أظهرت دراسات أن مكملات الكالسيوم تسهم في خفض خطر الإصابة بتسمم الحمل، خاصة لدى النساء اللواتي يعانين من تدني مستوى الكالسيوم في غذائهن، ويُعد هذا المرض من أبرز أسباب وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة عالمياً.
ورغم الفوائد المثبتة، إلا أن مكملات الكالسيوم ليست خالية من المخاطر، إذ ارتبطت بعض الدراسات بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب أو حصى الكلى، كما أشارت دراسات رصدية إلى صلة بين الإفراط في استهلاك منتجات الألبان وارتفاع معدلات سرطان البروستاتا.
ويحذر الأطباء من أن الكالسيوم قد يتداخل مع امتصاص أدوية حيوية مثل "ليفوثيروكسين" لعلاج الغدة الدرقية أو بعض المضادات الحيوية (الفلوروكينولونات)، ما يستلزم الفصل بين جرعات الدواء والمكمل بساعتين إلى أربع ساعات.
كما يؤكد المختصون أن امتصاص الكالسيوم يكون أفضل عند تناوله بجرعات لا تتجاوز 500 ملغ في المرة الواحدة، ويفضل تناوله مع الطعام لتقليل اضطرابات الجهاز الهضمي، فيما يؤدي الإفراط بما يتجاوز 2000 ملغ يومياً إلى عرقلة امتصاص معادن أخرى مثل الحديد والزنك.
ويرى خبراء التغذية أن الخيار الأمثل هو الحصول على الكالسيوم من المصادر الطبيعية، مثل منتجات الألبان، السردين والسلمون المعلب، التوفو، الفاصوليا، الخضروات الورقية، إضافة إلى الأطعمة والعصائر المدعمة بالكالسيوم، أما اللجوء إلى المكملات فيُترك للحالات التي يحددها الطبيب فقط.
م.ال
اضف تعليق