في خطوة تؤكد طموحاتها في أن تصبح قوة فضائية رائدة، كشفت الصين عن تفاصيل جديدة لمهمة "تشانغ آه 8"، المقرر إطلاقها ضمن جهود بناء محطة أبحاث قمرية مأهولة ودائمة بحلول عام 2030، تمهيدًا لإرسال رواد فضاء صينيين إلى سطح القمر.
وقدّم كبير مهندسي المهمة، باي تشاويو، عرضًا في مدينة شنغهاي يوم 23 أبريل، أشار فيه إلى، أن مصدر الطاقة الأساسي في المحطة القمرية سيعتمد على ألواح شمسية واسعة النطاق، بالإضافة إلى نظام متكامل من الأنابيب والكابلات لتوزيع الحرارة والكهرباء مباشرة على سطح القمر.
وفيما لم تُعلن الصين رسميًا عن نيتها استخدام الطاقة النووية، إلا أن إشارات ضمنية في العرض الذي قدّمه تشاويو أمام ممثلي 17 دولة ومنظمة دولية خلال مؤتمر المحطة الدولية للأبحاث القمرية (ILRS)، أوحت بدعم بكين لفكرة إنشاء وحدة طاقة نووية مشتركة مع روسيا.
وكانت وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" قد أعلنت العام الماضي عن خطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر بالتعاون مع إدارة الفضاء الوطنية الصينية بحلول عام 2035، لتشغيل محطة الأبحاث الدولية.
في السياق ذاته، أكد وو وي رين، عضو الأكاديمية الصينية للهندسة والمصمم الرئيسي لمشروع استكشاف القمر، أن النموذج الأساسي لمحطة ILRS، التي ستركز على القطب الجنوبي للقمر، سيتم تشييده خلال العقد المقبل، على أن تساهم مهمة "تشانغ آه 8" بشكل مباشر في هذه المرحلة.
وتعمل الصين في موازاة ذلك على إطلاق "مشروع 555"، والذي يهدف إلى استقطاب 50 دولة و500 منظمة علمية دولية و5000 باحث أجنبي للانضمام إلى المعهد الدولي للبحث العلمي، ما يشير إلى توجه صيني واضح نحو القيادة التعاونية في الفضاء العميق.
في المقابل، تمضي الولايات المتحدة قدمًا في برنامجها الفضائي "أرتميس" التابع لوكالة ناسا، والذي يسعى لإعادة رواد فضاء أميركيين إلى القمر، في سباق فضائي يتخذ ملامح الجغرافيا السياسية للقرن الحادي والعشرين.
م.ال
اضف تعليق