تنطلق اليوم الخميس في تركيا أول محادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ اندلاع الحرب في عام 2022، وسط ترقب دولي واسع وغياب لافت للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، في خطوة قد تُضعف من سقف التوقعات بشأن التوصل إلى اختراق دبلوماسي كبير.
وقد أعلن الكرملين، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، أن الوفد الروسي إلى المفاوضات سيضم مستشار الرئيس فلاديمير ميدينسكي ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، وُصفا بأنهما من التكنوقراط ذوي الخبرة، دون حضور مباشر من بوتين رغم اقتراحه، الأحد الماضي، بدء مفاوضات في إسطنبول "دون شروط مسبقة".
وكان ترامب قد ألمح في وقت سابق إلى احتمال قيامه بزيارة إلى تركيا للمشاركة في المحادثات، لكنه قرر في نهاية المطاف عدم الحضور، بحسب ما أكده مسؤول أميركي، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وفي المقابل، أكد مسؤول أوكراني أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي في طريقه إلى تركيا، في إشارة واضحة إلى رغبة كييف في إظهار التزامها بخيار التفاوض، إذ كان زيلينسكي قد صرّح مراراً بأن بلاده مستعدة لأي شكل من أشكال الحوار السياسي لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم، ووجّه سابقًا تحديًا إلى بوتين للمشاركة المباشرة في المفاوضات "إن لم يكن خائفًا".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي، إن من المبكر الحكم على نتائج هذه الجولة من المحادثات، مشددًا على أن "الحرب في أوكرانيا والمصالح الوطنية لروسيا عمليتان منفصلتان"، في ما بدا أنه محاولة لتخفيض سقف التوقعات.
وفي تطور لافت، وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسطنبول قبيل انطلاق المباحثات، ما يُشير إلى اهتمام واشنطن بمتابعة مجريات الحوار، رغم غياب رئيسها عن الحدث.
ويأمل ترامب، الذي يواكب المحادثات عن بُعد، أن تُفضي المفاوضات إلى التوصل إلى هدنة لمدة 30 يومًا تُنهي أعنف صراع بري تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. كما رجّح مشرع روسي، أمس الأربعاء، إمكانية بحث صفقة كبيرة لتبادل أسرى الحرب ضمن جدول الأعمال.
فيما أبدى الجانب الأوكراني تأييده لوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، يشدد بوتين على أهمية مناقشة التفاصيل الفنية للهدنة قبل الشروع في تنفيذها.
وتُعد هذه الجولة من المفاوضات إحدى أبرز المحطات الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وترافقها توقعات بحضور دولي واسع، وسط آمال بأن تُفضي إلى تهدئة سياسية تمهّد لمرحلة جديدة من السلام.
وفي هذا السياق، جدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في أوكرانيا، بما يتيح المجال للوصول إلى "سلام عادل يحترم وحدة أراضيها".
م.ال
اضف تعليق