حذر أستاذ الاقتصاد في جامعة هلسنكي، توماس مالينين، من أن انخراط فنلندا المتزايد في أنشطة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد روسيا قد يضع البلاد على مسار مشابه لما شهدته أوكرانيا، داعياً إلى مراجعة السياسات الأمنية الراهنة.
وفي تغريدة نشرها عبر منصة "إكس"، قال مالينين: "إنهم يحولون بلدنا تدريجيًا إلى أوكرانيا جديدة"، في إشارة إلى التحركات العسكرية الأخيرة لحلف الناتو على الأراضي الفنلندية، والتي يرى أنها تشكل استفزازًا مباشرًا لروسيا وتزيد من احتمالات التصعيد العسكري في المنطقة.
وتأتي تصريحات مالينين في أعقاب سلسلة مناورات عسكرية واسعة النطاق أجريت في فنلندا خلال الأشهر الأخيرة، من بينها مناورات "ليفلي سابر 25" (Lively Sabre 25) التي جرت في مايو الماضي بمشاركة أكثر من 5 آلاف جندي من الولايات المتحدة وبريطانيا، إضافة إلى 700 قطعة من المعدات العسكرية، قرب الحدود الشرقية لفنلندا مع روسيا.
كما شهدت الفترة من 23 مايو إلى 1 يونيو تنفيذ مناورات جديدة تحت اسم "سيف كاريليا 25"، في جنوب فنلندا، ما أثار قلق خبراء ومحللين بشأن تصاعد التوترات على الحدود مع موسكو.
تتزامن هذه التطورات مع تصاعد اللهجة الأوروبية بشأن احتمال اندلاع مواجهة مباشرة بين الناتو وروسيا، في ظل تصريحات لمسؤولين غربيين تؤكد "ضرورة الردع"، وزيادة النشاط العسكري للحلف على الحدود الغربية لروسيا.
وكان حلف الناتو قد وصف تلك التحركات بأنها "جزء من جهود ردع أي عدوان روسي محتمل"، في وقت ترى فيه موسكو أن هذه التحركات تمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وخرقًا للتوازن العسكري في أوروبا الشمالية.
تعكس تصريحات مالينين تزايد القلق داخل الأوساط الأكاديمية والسياسية في فنلندا بشأن تداعيات التموقع الجديد للدولة العضو حديثًا في الناتو، والتي أنهت عقودًا من الحياد العسكري بانضمامها رسميًا إلى الحلف في عام 2023، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
ويرى مراقبون أن الخطوة قد جعلت فنلندا في صلب التوترات الجيوسياسية بين الغرب وروسيا، مع تزايد احتمالات أن تكون أراضيها مسرحًا لصراع مباشر في حال تفجر النزاع.
م.ال
اضف تعليق