حقق زهران ممداني، المرشح التقدمي وعضو مجلس ولاية نيويورك، فوزًا لافتًا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، متفوقًا على حاكم الولاية السابق أندرو كومو، الذي أقر بهزيمته قبل اكتمال فرز الأصوات.

وفي خطاب ألقاه أمام أنصاره، قال كومو: "لم تكن الليلة ليلتنا... لقد فاز ممداني"، وذلك بعد فرز أكثر من 95% من الأصوات، حيث حصل ممداني على أكثر من 43% مقابل 36% لكومو.

ويُعد ممداني، البالغ من العمر 33 عامًا، أول مسلم يخوض هذا السباق التاريخي، وقد وُصف بأنه مرشح "تقدمي" يسعى لإعادة تعريف العلاقة بين السياسة والشارع الأميركي.

يمثل ممداني منطقة كوينز في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، ويحظى بدعم شخصيات يسارية بارزة مثل بيرني ساندرز وألكسندريا أوكازيو كورتيز.

تميزت حملته الانتخابية بطابع شعبي قوي، حيث حشد مئات المتطوعين الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وركز برنامجه على قضايا معيشية ضاغطة مثل خفض تكاليف السكن، توفير المواصلات العامة مجانًا، وتوسيع خدمات رياض الأطفال، في مدينة أصبحت فيها الإيجارات تصل إلى مستويات قياسية، تتجاوز أحيانًا 6 آلاف دولار شهريًا للشقق المتوسطة.

منذ إعلان ترشحه في أكتوبر الماضي، تحوّلت حملته إلى حراك اجتماعي واسع يستقطب الناخبين الساخطين على الأوضاع المعيشية في المدينة.

الجدل حول مواقفه من إسرائيل

ترشّح ممداني، وهو من أصول هندية وُلد في أوغندا، أثار قلق بعض الأوساط السياسية المؤيدة لإسرائيل، خاصة في ظل وجود قرابة مليون يهودي في نيويورك.

ووفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية، يخضع ممداني لتمحيص دقيق بدعوى "معاداة السامية"، رغم أن الصحيفة نفسها تؤكد أن هذه الاتهامات لا تستند إلى أدلة حقيقية.

ويؤكد الباحث في جامعة نيويورك، آبي سيلبرشتاين، أن ممداني يتبنى مواقف واضحة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يعترف بحق إسرائيل في الوجود، لكنه يُصرّ على المطالبة بالمساواة في الحقوق للفلسطينيين، وينتقد بشدة السياسات الإسرائيلية، واصفًا الحرب الأخيرة على غزة بأنها "إبادة جماعية".

ويرى سيلبرشتاين أن القلق الحقيقي لدى المؤيدين لإسرائيل لا يرتبط بمخاوف أمنية أو دينية من ممداني، بل من رمزية فوزه، التي قد تشير إلى تراجع تأثير اللوبي المؤيد لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي.

ويخشى هؤلاء من أن يُولي ممداني في حال فوزه اهتمامًا أكبر بهموم جميع سكان المدينة، بمن فيهم الفلسطينيون المتأثرون بالنزاعات الدولية، بدلًا من الدعم غير المشروط لإسرائيل

تحول في الرأي العام الأميركي

يأتي هذا الفوز المحتمل وسط تحوّل ملحوظ في المزاج العام داخل الولايات المتحدة، حيث تشير آخر استطلاعات الرأي، بحسب هآرتس، إلى تراجع كبير في مستوى التعاطف مع إسرائيل، مقابل ارتفاع غير مسبوق في الدعم الشعبي للفلسطينيين، وهو اتجاه لم يُسجل مثله منذ عام 2001.


اضف تعليق