بدأ الجيش الأميركي، الأحد، سلسلة تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات البنمية تهدف إلى تعزيز حماية قناة بنما، وذلك في ظل تصاعد الجدل حول مزاعم نفوذ صيني متزايد في هذا الممر المائي الحيوي الذي يربط بين المحيطين الهادئ والأطلسي.

وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية، وصلت ثلاث مروحيات أميركية من طراز بلاك هوك وشينوك إلى مطار بنما–باسيفيك، الذي كان يُعرف سابقاً بقاعدة هوارد الجوية الأميركية، استعداداً لانطلاق التدريبات العسكرية.

وقال مايكل بالاسيوس، المفوض المساعد للخدمة الوطنية الجوية البحرية في بنما، إن هذه التدريبات تهدف إلى "إعداد القوات البنمية لصد أي تهديد قد يُعرض أمن القناة للخطر"، مشدداً على أن الأمن القومي البنمي وأمن التجارة العالمية يعتمدان على ضمان سلامة الممر المائي.

وتأتي هذه الخطوة بعد تدريبات مماثلة جرت الشهر الماضي في إطار اتفاقية تعاون ثنائية تتيح للقوات الأميركية استخدام القواعد الجوية والبحرية البنمية لأغراض تدريبية دون إنشاء قواعد دائمة.

لكن الاتفاقية أثارت احتجاجات شعبية في بنما، خصوصاً بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعتبر أن "للولايات المتحدة الحق في حماية القناة"، زاعماً أن الصين تمتلك نفوذاً خطيراً على هذا الممر الذي تمر عبره قرابة 40% من حركة الحاويات الأميركية و5% من التجارة العالمية.

وفي نيسان/أبريل الماضي، طالب ترامب بحرية مرور السفن الأميركية، المدنية والعسكرية، عبر القناة، مؤكداً أن "لولا الولايات المتحدة لما كانت قناة بنما قد أُنجزت أصلاً".

من جانبه، رفض الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو هذه التصريحات، مؤكداً أن قناة بنما تخضع لإشراف هيئة مستقلة هي "هيئة قناة بنما"، وهي التي تحدد رسوم المرور وتنظم حركة الملاحة فيها، وفقاً للقوانين المحلية والدولية.

وتُعد قناة بنما من أهم الممرات البحرية في العالم، إذ تربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، وقد شكّلت على مدار أكثر من قرن نقطة تماس جيوسياسي بين القوى العالمية، وهو ما يجعل أي تحرك عسكري أو دبلوماسي فيها محط أنظار دولية.

م.ال

اضف تعليق