شرعت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، في تنفيذ خطة واسعة لتسريح 15% من موظفيها، تشمل أكثر من 1300 موظف، في إطار خطة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب لإعادة هيكلة الوزارة وترشيد الإنفاق الحكومي.

ووفقاً لوثيقة داخلية اطلعت عليها شبكة CBS News، فقد شملت عمليات التسريح 1107 موظفين من الخدمة المدنية و246 من السلك الدبلوماسي، بينما تشير التقديرات إلى أن العدد الإجمالي للموظفين الذين سيغادرون في إطار الخطة سيبلغ نحو 3000، بينهم من غادر طوعاً ضمن برنامج “Fork in the Road”.

وتأتي هذه الإجراءات بعد مصادقة المحكمة العليا الأمريكية، الأسبوع الماضي، على قرار يسمح برفع الحظر القضائي على خفض أعداد الموظفين الفيدراليين، ما أتاح للوزارة تنفيذ ما يُعرف بـ"خفض القوة العاملة" (RIF).

بالتوازي مع عمليات التسريح، باشرت الوزارة دمج وإغلاق عشرات المكاتب، مع الشروع في إعادة تنظيم هيكلها الإداري. وتشمل التخفيضات أقساماً حساسة، من ضمنها مكتب القبول التابع لبرنامج إعادة توطين اللاجئين، وعدد من مكاتب المساعدات الخارجية وحقوق الإنسان، ما أثار قلقاً واسعاً بين الأوساط الدبلوماسية والحقوقية.

وذكر مصدران مطلعان، أن كامل موظفي مكتب البرامج العالمية في قسم الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل تم الاستغناء عنهم، إضافة إلى مكتب الشؤون المتعددة الأطراف والعالمية. كما شملت الإشعارات فريق مكتب "منسق إعادة توطين الأفغان"، الذي ساهم منذ عام 2021 في إعادة توطين نحو 200 ألف لاجئ أفغاني.

إجراءات التسريح قوبلت بانتقادات شديدة من الحزب الديمقراطي، حيث وجّه أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون في لجنة العلاقات الخارجية رسالة إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، أعربوا فيها عن رفضهم لقرار تقليص السلك الدبلوماسي.

وجاء في الرسالة: "في وقت تتزايد فيه التحديات العالمية التي تهدد أمن الولايات المتحدة، كان حرياً بالإدارة أن تعزز سلكنا الدبلوماسي لا أن تُضعفه. إن إجراءات RIF هذه تُقوّض قدرة الوزارة على تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية".

وفقاً للإشعار الداخلي، سيتم فصل موظفي السلك الدبلوماسي خلال 120 يوماً، بينما سيتم إنهاء خدمة موظفي الخدمة المدنية خلال 60 يوماً. وطُلب من المغادرين تسليم جميع ممتلكات الوزارة، بما في ذلك الأجهزة الإلكترونية وجوازات السفر الدبلوماسية وشارات الدخول.

كما شوهدت لافتات احتجاجية في بعض مرافق الوزارة، كُتب عليها "قاوموا الفاشية" و"تذكّروا القسم الذي أقسمتموه"، في إشارة إلى حالة الغضب والاستياء بين الموظفين.

م.ال

اضف تعليق