أعلنت الحكومة الإيطالية، اليوم الخميس، عن إطلاق مشروع عملاق لإنشاء أطول جسر معلق في العالم، يربط بين جزيرة صقلية ومنطقة كالابريا في جنوب البلاد، بطول يبلغ 3300 متر وارتفاع يصل إلى 400 متر.
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير النقل الإيطالي، ماتيو سالفيني، في تصريحات صحفية، إن المشروع طال انتظاره منذ عقود، ويعد إنجازه "حلماً وطنياً يتحقق"، مشيراً إلى أن الجسر سيحدث نقلة نوعية في البنية التحتية الإيطالية، ويرمز إلى "تفوق الهندسة الإيطالية".
وسيتضمن الجسر، بحسب ما أعلنته الحكومة، ثلاث ممرات مخصصة لحركة السيارات، إضافة إلى مسارين للقطارات، الأمر الذي سيسهم في تقليص وقت السفر بين الجزيرة والبر الرئيسي من نحو ثلاث ساعات إلى بضع دقائق فقط.
وتبلغ الكلفة التقديرية للمشروع نحو 13.5 مليار يورو، ومن المقرر أن تبدأ أعمال البناء نهاية العام الحالي، في حال عدم وجود عوائق قانونية أو بيئية.
وأكدت رئيسة الوزراء، جيورجيا ميلوني، دعمها الكامل للمشروع، واعتبرته "استثماراً استراتيجياً لإنعاش اقتصاد الجنوب"، لا سيما في ظل توقعات بتوفير نحو 120 ألف فرصة عمل سنوياً خلال مرحلة التنفيذ.
وفي المقابل، واجه المشروع انتقادات وتحفظات من منظمات بيئية وخبراء، أعربوا عن مخاوفهم من تداعياته على المناطق المحمية والموائل الطبيعية للطيور المهاجرة، إلى جانب تحذيرات من إمكانية تسلل المافيا إلى عقود التنفيذ.
وكان مشروع الجسر قد طُرح للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، إلا أنه توقف مراراً بسبب عوامل سياسية واقتصادية، قبل أن تعيد الحكومة الحالية إحياءه ضمن خطتها لتطوير البنية التحتية في جنوب إيطاليا.
م.ال
اضف تعليق