في خطوة مفاجئة وغير معلنة رسميًا، بدأ موقع "فيسبوك" باختبار ميزة جديدة تتيح له الوصول التلقائي إلى الصور ومقاطع الفيديو المخزنة على هواتف المستخدمين، بما في ذلك الملفات غير المنشورة، تحت غطاء ما يسمى بـ"المعالجة السحابية".

وتظهر هذه الميزة بشكل نافذة منبثقة عند محاولة بعض المستخدمين تحميل قصة على "فيسبوك"، تدعوهم إلى تفعيل خدمة تسمح برفع صور الهاتف إلى خوادم "ميتا" بشكل منتظم، ما أثار موجة من القلق بشأن خصوصية البيانات الشخصية.

ووفقاً لتقارير تقنية، تقوم الميزة بمسح شامل لمعرض الصور، بما في ذلك تلك التي لم تُنشر أو تُشارك على أي منصة، بهدف توفير فلاتر ذكاء اصطناعي مخصصة ومحتوى تفاعلي للذكريات والمناسبات مثل أعياد الميلاد والتخرج.

غياب الشفافية ورسائل مبهمة

ورغم أن "ميتا" تصف الميزة بأنها اختيارية ويمكن تعطيلها في أي وقت، إلا أن غياب الإعلان الرسمي عن إطلاقها، واقتصار الإشارة إليها على صفحة مساعدة مختصرة لمستخدمي أندرويد وiOS، يثير شكوكاً كبيرة لدى دعاة الخصوصية الرقمية.

ويخشى خبراء الخصوصية من أن المستخدمين قد يمنحون الإذن دون إدراك كامل، خصوصاً وأن السماح للميزة يعني فتح المجال أمام الشركة لتحليل البيانات الوصفية، ومواقع الصور، وملامح الوجوه وربما استخدامها لاحقاً في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

حقوق المستخدم.. علامات استفهام

وعلى الرغم من تأكيد "ميتا" أن الصور المرفوعة عبر هذه الخدمة لا تُستخدم حالياً لتدريب النماذج التوليدية للذكاء الاصطناعي، إلا أنها لم تستبعد إمكانية القيام بذلك في المستقبل.

كما لم توضح الشركة بشكل دقيق الحقوق التي تحتفظ بها على المحتوى الخاص المرفوع بهذه الطريقة، ما يزيد من تعقيد النقاش حول ملكية البيانات الرقمية وحق المستخدم في التحكم بها.

وتأتي هذه التطورات بينما سبق لـ"ميتا" أن اعترفت باستخدام محتوى عام من منصّتي "فيسبوك" و"إنستغرام" لتدريب تقنياتها، وهو ما يضيف المزيد من الشكوك حول نوايا الشركة في توسيع نطاق استخدامها للمحتوى الخاص.

ميزة اختيارية أم تهديد صامت؟

وبحسب الشركة، فإن المستخدمين الذين يفعّلون الميزة يمكنهم إلغاء الاشتراك في أي وقت من خلال الإعدادات، وسيتم حذف الوسائط غير المنشورة خلال مدة لا تتجاوز 30 يومًا.

مع ذلك، يرى مختصون أن سهولة تفعيل الميزة وضعف التوضيح حول تداعياتها، يجعلها أقرب إلى "تهديد صامت" للخصوصية الرقمية، في وقت تحتدم فيه النقاشات العالمية حول الأطر الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

ويجري حالياً اختبار الميزة في بعض الأسواق مثل الولايات المتحدة وكندا، فيما يُحتمل أن يبدأ طرحها عالميًا قريبًا، ما سيعيد إشعال الجدل حول الحدود الفاصلة بين التخصيص الذكي والاستغلال الخفي للمعلومات الشخصية.

م.ال

اضف تعليق