يشهد قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي تحولاً متسارعاً، مع بروز سلاسل الإمداد الطبية كركيزة استراتيجية لضمان جودة الخدمات وكفاءتها، مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتقنيات إنترنت الأشياء.

ويقول نزار المانع، الرئيس التنفيذي لشركة الجهات الأربع السعودية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «التوجه العالمي يتجه نحو الرؤية اللحظية والتحكم الدقيق عبر أنظمة الاستشعار والإنذار المبكر وإدارة المخاطر التنبؤية، وهو ما يعزز سلاسل التبريد ويحافظ على فعالية المنتجات الطبية الحساسة».

وأوضح أن الأنظمة الحديثة باتت تتيح تتبعاً لحظياً عبر الحساسات وتقنيات تحديد المواقع (GPS)، ما يرفع مستوى الشفافية ويحد من الهدر الدوائي.

وأشار المانع إلى، أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً محورياً في أتمتة خطط التوريد وإدارة المخزون، بما يقلل من مخاطر النقص أو الفائض. كما كشف عن خطط لإدخال تقنيات القوافل الذكية (Platooning) في المملكة خلال أقل من ثماني سنوات، لتطوير النقل المبرد بين المستودعات والمستشفيات.

وفي ظل الدروس المستخلصة من جائحة كورونا، دعا المانع إلى تعزيز البنية الرقمية المرنة، وتوطين الصناعات الطبية الحيوية، وتطوير منظومات بديلة للطوارئ.

كما شدد على أن «الجودة لا تبدأ من الأجهزة بل من التدريب البشري والامتثال الصارم للبروتوكولات».

وأكد، أن تقليل الهدر في قطاع الإمداد الصحي يرتبط مباشرة بالاستدامة، عبر التحكم البيئي الدقيق وإدارة المخزون الذكية، مشيراً إلى أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص تمثل عاملاً أساسياً لتوحيد المعايير ورفع الكفاءة التشغيلية.

وختم بالقول إن «الثورة المقبلة في العلاجات الجينية ستعيد تشكيل احتياجات سلاسل الإمداد الطبي، ومن لا يستعد لها اليوم سيتأخر كثيراً في المستقبل».

م.ال

اضف تعليق