في عام 1940، وسط تصاعد الحرب العالمية الثانية وتصاعد التهديد النازي في أوروبا، شهدت العلاقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا تطورًا حاسمًا، حيث وافقت واشنطن على تسليم لندن 50 مدمرة حربية قديمة في صفقة هامة، كانت لها تداعيات استراتيجية كبيرة على مسار الحرب.
فبعد استسلام فرنسا للألمان في يونيو 1940، وجدت بريطانيا نفسها تواجه وحدها خطر غزو ألمانيا، مما تسبب في انقسام سياسي داخلي حول الاستمرار في المقاومة. في الوقت ذاته، كانت الولايات المتحدة ما تزال ملتزمة بسياسة الحياد وعدم التدخل في الحرب الأوروبية، رغم تعاطفها مع البريطانيين.
لكن مع تزايد المخاوف الأميركية من هيمنة ألمانيا على أوروبا واحتمالية التهديد المباشر للولايات المتحدة، بدأ الرئيس فرانكلن روزفلت بالتحرك لتقديم دعم غير مباشر.
طلب روزفلت من بريطانيا السماح للأميركيين باستخدام قواعدها البحرية في شمال القارة الأميركية، خاصة في مناطق مثل ترينيداد وبرمودا ونيوفاوندلاند، لكن تشرشل رفض تقديم هذه القواعد بدون مقابل.
وفي أغسطس 1940، وبعد وصول تقارير بأن بريطانيا على شفا الانهيار، وافق روزفلت على إبرام اتفاقية استثنائية منحت بريطانيا 50 مدمرة أميركية تم تصنيعها بين عامي 1916 و1919. في المقابل، حصلت الولايات المتحدة على حق استخدام القواعد البحرية البريطانية لمدة 99 عامًا.
كانت هذه الخطوة نقطة محورية في دعم بريطانيا عسكريًا قبل انضمام الولايات المتحدة الرسمية إلى الحرب، وأسهمت في تعزيز موقف الحلفاء في مواجهة القوى المحورية.
م.ال
اضف تعليق