تتواصل الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة لتترك آثاراً كارثية على المدنيين، ولا سيما الأطفال، الذين يعيشون في ظروف قاسية بين القصف المستمر ونقص الغذاء والرعاية الصحية. فبعد أوامر الإخلاء الجماعي وقصف الأبراج السكنية، يسعى الجيش الإسرائيلي لدفع السكان نحو منطقة المواصي جنوباً، رغم تعرضها مراراً للهجمات رغم تصنيفها "منطقة آمنة".

وحذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن المنظومة الصحية في غزة باتت على وشك الانهيار، مشيرة إلى أن 11 من أصل 18 مستشفى بالكاد ما زالت قادرة على العمل بشكل جزئي. وأكد الطاقم الطبي أن الأطفال يصلون إلى المستشفيات بإصابات خطيرة وأمراض حادة، وغالباً من دون أي مرافق بعد فقدانهم ذويهم.

الدكتورة الأسترالية سايرا حسين، التي عملت شهراً في غزة، وصفت مشاهد مروعة لأطفال لا يتجاوز عمر بعضهم عامين يُنقلون على نقالات بدائية لإجراء عمليات حرجة، من دون وجود أحد من عائلاتهم. وأضافت أن كثيرين يُتركون في الممرات بانتظار العلاج وسط ظروف مأساوية.

ووفق تقارير الأمم المتحدة، قُتل أو جُرح أكثر من 50 ألف طفل منذ اندلاع الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بينما يعاني نحو 12 ألف طفل دون الخامسة من سوء تغذية حاد، بينهم 2500 في حالة خطيرة. كما أظهر تقرير للجهاز المركزي للإحصاء أن أكثر من 39 ألف طفل فقدوا أحد والديهم أو كليهما، في ما وُصف بأنه "أكبر أزمة أيتام في التاريخ الحديث".

في مستشفى ناصر بخان يونس، يشير الأطباء والممرضون إلى أن كثيراً من الأطفال يموتون وحيدين، فيما تملأ أصوات النازحين من الأطفال الممرات طلباً للطعام والماء. وتقول الممرضة إلداليس بورغوس إن استقبال أطفال بلا مرافقة أصبح "أمراً اعتيادياً" بسبب حجم القصف الذي يُبيد عائلات كاملة في لحظة واحدة.

 

 

وكالات

 

س ع


اضف تعليق