أظهرت دراسات حديثة أن النباتات، بأنواعها المختلفة، تتفاعل بشكل حسّاس مع بيئتها، لكن دراسة جديدة زعمت أنها تمتلك "ذكاءً خاصاً" يُمكّنها من حل المشكلات والتكيف مع التغيرات البيئية.

وانطلقت هذه الأبحاث في عام 2021 من قبل فريق علمي من جامعة كورنيل الأمريكية، ونشرت نتائجها مؤخراً في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ووفقاً للدراسة، فإن النباتات ليست قادرة فقط على التكيف مع بيئتها، بل أيضاً على اتخاذ قرارات، التعرف على النباتات الأخرى، وتذكر الأحداث.

نظام طبيعي بدلاً من جهاز عصبي

ويُعرف الذكاء تقليدياً بأنه مرتبط بجهاز عصبي مركزي يقوم بمعالجة الإشارات الكهربائية، لكن الدراسة كشفت أن النباتات تمتلك نظاماً طبيعياً يتألف من شبكة خلايا تنقل الماء والمعادن والمواد المغذية، مما يساعدها على النمو واتخاذ قرارات دفاعية.

ودعت الدراسة إلى إعادة تعريف مفهوم الذكاء ليشمل النباتات، مؤكدةً على ضرورة تحليل بيئتها لفهم قدرتها على التكيف وحماية نفسها، وفي السياق نفسه ، أوضح أستاذ علم البيئة والأحياء التطوري في جامعة كورنيل، أندريه كيسلر، أن "هناك أكثر من 70 تعريفاً للذكاء على مستوى العالم، ولم يتم التوافق على تعريف واحد"، وأضاف كيسلر، أن "النباتات تصدر أصوات استغاثة عالية التردد عندما تتعرض لضغوط بيئية مثل تلف الأوراق والجذوع".

التجارب العلمية، نبتة "غولدن رودز" نموذجاً

واستعرض كيسلر وفريقه العلمي نتائج أبحاثهم على نبتة "غولدن رودز" (عصا الذهب)، وبيّن الفريق، أن "النبتة تفرز مادة كيميائية توهم الخنافس بأنها تالفة وغير صالحة للأكل عند تعرضها لهجوم، كما ترسل إشارات كيميائية لتحذير النباتات المجاورة، التي بدورها تتكيف من خلال النمو بشكل أسرع وإطلاق المزيد من المواد الكيميائية الدفاعية".

التكيف والتحذير

النباتات الأخرى، حتى البعيدة منها، قادرة على التقاط مؤشرات التحذير والتصرف بناءً عليها لحماية نفسها من الأخطار المستقبلية، وهذا الاكتشاف يشير إلى أن النباتات تتمتع بقدرة على التكيف واتخاذ إجراءات دفاعية معقدة.

وتشدد الدراسة على أهمية إعادة النظر في فهمنا لقدرات النباتات والاعتراف بذكائها الطبيعي، اذ يمكن لهذا الاكتشاف أن يفتح آفاقاً جديدة في مجالات علم الأحياء والبيئة، ويعزز تطوير استراتيجيات مبتكرة لحماية النباتات وزيادة إنتاجيتها.

 

 

 

 

 


م.ال

اضف تعليق