كشف برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) في تقريره الصادر اليوم الثلاثاء بعنوان "تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2025: بعيداً عن الهدف"، أن العالم لا يزال يسير في مسار مقلق نحو ارتفاع درجات الحرارة بمعدل يتجاوز المستويات المستهدفة في اتفاق باريس للمناخ، رغم تسجيل تحسن طفيف في التوقعات مقارنة بالعام الماضي.
وبحسب التقرير، فإن توقعات الاحتباس الحراري العالمي خلال هذا القرن، في حال تنفيذ المساهمات المحددة وطنياً بالكامل، تتراوح حالياً بين 2.3 و2.5 درجة مئوية، مقارنةً بـ 2.6 و2.8 درجة مئوية في تقرير عام 2024، وهو تحسن محدود لا يغيّر مسار الأزمة المناخية.
وأوضح التقرير، أن التحديثات المنهجية ساهمت بتحسن قدره 0.1 درجة مئوية، لكن الانسحاب المرتقب للولايات المتحدة من اتفاق باريس قد يلغي هذا التقدم، مشيراً إلى أن المساهمات الجديدة للدول لم تحدث فرقاً ملموساً في تقليص فجوة الانبعاثات.
وأكد برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن الدول ما زالت بعيدة جداً عن تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من الاحترار العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين، مع العمل للبقاء دون مستوى 1.5 درجة مئوية.
وأشار التقرير إلى، أن متوسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية سيتجاوز مؤقتاً عتبة 1.5 درجة مئوية خلال العقود المقبلة، وهو تطور يصعب عكسه ما لم تُنفَّذ تخفيضات سريعة وعميقة في انبعاثات الغازات الدفيئة، لتقليل الأضرار الاقتصادية والبيئية، وتجنّب الاعتماد المفرط على التقنيات غير المؤكدة لإزالة الكربون.
وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن الدول فشلت ثلاث مرات في الوفاء بالوعود التي قطعتها بموجب اتفاق باريس، موضحةً أن الخطط الوطنية للمناخ رغم تقدمها الطفيف لا تزال أبطأ بكثير من المطلوب.
وأضافت أندرسن: "نحتاج اليوم إلى تخفيضات غير مسبوقة في الانبعاثات خلال فترة زمنية ضيقة ومتسارعة، في وقت تتزايد فيه التحديات الجيوسياسية المعقدة".
لكنها شددت على أن تحقيق الهدف لا يزال ممكناً، مؤكدة أن الحلول متاحة من خلال توسيع الاستثمار في الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة ومعالجة انبعاثات الميثان.
واختتمت بالقول: "الآن هو الوقت المناسب للدول لتستثمر بكل طاقتها في مستقبلها، عبر إجراءات مناخية طموحة تحفظ كوكب الأرض للأجيال القادمة".



اضف تعليق