أعلنت منصة «إكس» التي يقودها إيلون ماسك عن إطلاق سوق رسمي لشراء وبيع أسماء المستخدمين النادرة وغير النشطة، في خطوة تهدف إلى تحويل المنصة إلى نظام رقمي متكامل متعدد الخدمات، ويُعدّ هذا التحول نقلة نوعية في مفهوم الهوية الرقمية على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويتيح السوق الجديد لمشتركي خدمة (بريميوم) على المنصة إمكانية الحصول على أسماء المستخدمين عبر نظامين:
- مجاني للأسماء المميزة (Priority Handles): ويشمل الأسماء الطويلة أو الكاملة.
- مدفوع للأسماء النادرة (Rare Handles): ويشمل الأسماء القصيرة أو الرمزية ثقافياً مثل @Pizza و@One، حيث قد تصل أسعارها إلى ملايين الدولارات وفق العرض والطلب.
وسيتم تداول هذه الأسماء من خلال مزادات عامة وعمليات شراء مباشرة، مع فرض رقابة صارمة لمنع عمليات الاحتيال أو المضاربة غير المشروعة، كما يمكن للمستخدمين إضافة الأسماء المرغوبة إلى قائمة "المراقبة" لتلقي إشعارات فور توفرها.
من الهوية الاجتماعية إلى أصل رقمي
تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية ماسك لتنويع مصادر إيرادات (إكس) بعد تراجع الدخل الإعلاني، وتحويل المنصة إلى منصة اقتصادية قائمة على الخدمات المدفوعة والملكية الرقمية. ويأمل خبراء التكنولوجيا أن يخلق السوق الثانوي لأسماء المستخدمين النادرة أصولاً رقمية قابلة للاستثمار، يمكن أن تزداد قيمتها مع الوقت، على غرار الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).
خلفية وتوجهات مستقبلية
منذ استحواذ ماسك على المنصة في 2022، وسعى إلى إعادة هيكلتها اقتصادياً وتقنياً عبر ميزات مثل خدمة التحقق المدفوعة (X Premium) وإدماج الذكاء الاصطناعي والدفع الإلكتروني.
ويشكل سوق أسماء المستخدمين جزءاً من رؤيته لتحويل (إكس) إلى تطبيق شامل على غرار التطبيقات الكبرى في آسيا، يجمع بين التواصل والأعمال والمعاملات المالية.
تحديات اقتصادية وقانونية
يشير المحللون إلى أن تحويل أسماء المستخدمين إلى سلعة قابلة للتداول قد يفتح سوقاً اقتصادياً ضخماً، لكنه يثير مخاوف حول الاحتكار وارتفاع الأسعار، ما قد يقيد وصول المستخدمين العاديين إلى الهويات الرقمية المميزة.
كما يطرح تساؤلات قانونية حول حقوق الملكية الرقمية وتنظيم المعاملات الافتراضية، مع الحاجة إلى آليات حماية للمستخدمين وضمان الشفافية في المزادات والبيع المباشر.
ورغم هذه التحديات، يُنظر إلى سوق أسماء (إكس)باعتباره خطوة مبتكرة في عالم الهوية الرقمية، وقد يصبح نموذجاً يُحتذى به في منصات التواصل الاجتماعي المستقبلية، مع ضرورة موازنة الابتكار وحماية المستخدمين.
م.ال
اضف تعليق