عاد تطبيق "Neon" (نيون) إلى الواجهة مجددًا بعد غيابٍ أثار الكثير من الجدل، إذ أعادت الشركة المطوّرة إطلاقه على متجري "iOS" و"أندرويد"، معلنةً عن صيغة جديدة للدفع وتعهدات بتحسين الأمان وحماية الخصوصية، عقب الانتقادات التي واجهها التطبيق بسبب تسريب بيانات ومخاوف قانونية تتعلق بتسجيل المكالمات وبيعها.

وكان "نيون" قد أحدث ضجة في سبتمبر الماضي بعد أن وعد المستخدمين بدفع أموال مقابل تسجيل ومشاركة مكالماتهم الهاتفية، قبل أن يتوقف فجأة عن العمل وسط اتهامات بانتهاك الخصوصية وثغرات أمنية خطيرة.

وبحسب تقرير لموقع "CNET" الأميركي المتخصص في التكنولوجيا، فإن مؤسس التطبيق أليكس كيام أكد أن "جميع المشكلات الأمنية قد تم حلها"، لكنه لم يُقدّم تفاصيل واضحة حول طبيعة الإصلاحات أو التدابير الجديدة المتخذة.

ويستند تطبيق "نيون" إلى فكرة بيع تسجيلات المكالمات الهاتفية لمؤسسات وشركات تعمل على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، إذ توفّر تلك التسجيلات مادة صوتية حقيقية تساعد في تحسين أنظمة التعرف على الكلام والمحاكاة اللغوية.

وتؤكد الشركة، أن جميع البيانات يتم إخفاء هويتها قبل بيعها، إلا أن خبراء الخصوصية حذروا من إمكانية استنتاج هويات المستخدمين من خلال التحليل الصوتي والسياقي حتى بعد إزالة الأسماء والمعلومات المباشرة.

وفي نسخته السابقة، واجه التطبيق أزمة قانونية بعد أن كشفت تقارير عن ثغرة أمنية خطيرة سمحت بالوصول إلى مكالمات مستخدمين آخرين، بما في ذلك النصوص والبيانات الوصفية، وعلى إثرها، توقّف التطبيق عن العمل مؤقتًا، فيما وعد كيام بإعادة إطلاقه بعد إصلاح العيوب ودفع مكافآت للمستخدمين المتضررين.

في الإصدار الجديد، تسعى الشركة لتجاوز المشكلات القانونية المتعلقة بـقوانين موافقة الأطراف على التسجيل، خصوصًا في بعض الولايات الأميركية التي تحظر تسجيل المكالمات دون إذن الطرف الآخر.

ولتحقيق ذلك، أصبح كلا طرفي المكالمة ملزمَين بامتلاك التطبيق والموافقة على التسجيل مسبقًا، مما يجعل العملية "اختيارية ومتبادلة".

كما أعلنت الشركة عن نظام دفع محدّث يمنح المستخدمين 20 سنتًا لكل دقيقة من المكالمات المسجلة في أول 20 دقيقة يوميًا، بحد أقصى 4 دولارات يوميًا.

وتتيح الخطة أيضًا أرباحًا من الإحالات تصل إلى 50 دولارًا يوميًا، شريطة عدم إساءة استخدام النظام عبر المكالمات الوهمية.

قال كيام إن الشركة تعاقدت مع ثلاث شركات أمنية متخصصة بعد اكتشاف الثغرة السابقة، كما استعانت بخبير تقني كبير في الأمن السيبراني أصبح لاحقًا المدير التقني التنفيذي للشركة، من دون الكشف عن هويته.

وأوضح أن التحقيقات لم تُظهر أي دليل على اختراق فعلي أو وصول غير مصرح به إلى قاعدة البيانات.

وأضاف في تصريحاته لـ"سي نت"، أن الشركة تأخرت عمدًا في إعادة التطبيق إلى متجر "آبل" لضمان معالجة العيوب الأمنية بشكل كامل، مؤكدًا أن هدف الفريق هو "إعادة نيون بأمان، وليس بسرعة فقط".

تتضمّن التحديثات الجديدة إلغاء حدّ الـ30 دولارًا اليومي على المدفوعات المعلّقة، إلى جانب وعود من الشركة بـ"مفاجآت مستقبلية" للمستخدمين القدامى الذين شاركوا في النسخ الأولى من التطبيق.

وتنصّ شروط الخدمة المحدثة، الصادرة في 3 نوفمبر، على أن المستخدمين يوافقون صراحة على بيع تسجيلات مكالماتهم "لتطوير وتدريب وتحسين أنظمة الذكاء الاصطناعي"، وهو بند أثار من جديد نقاشًا أخلاقيًا واسعًا حول حدود الخصوصية الرقمية.

ورغم عودته رسميًا إلى المتاجر الإلكترونية، لا تزال أسئلة جوهرية معلّقة بشأن مدى أمان "نيون" واستدامة نموذج عمله القائم على تبادل البيانات مقابل المال، في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف العالمية من تسليع الخصوصية البشرية لصالح الذكاء الاصطناعي.

م.ال


اضف تعليق