في سياق الاهتمام المتزايد بقضايا الأمن المجتمعي، تناولت دراسة صادرة عن مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام موضوع "التعايش السلمي والاندماج الثقافي في العراق وآليات احتواء التطرف"، أعدّها الدكتور أسامة مرتضى باقر السعيدي.

تقدم الدراسة قراءة تحليلية للواقع العراقي بعد عام 2003، مشيرًا إلى، أن أحد أبرز أسباب اضطراب الأمن الاجتماعي يتمثل في غياب الاندماج الثقافي وتكريس التعامل مع المجتمع على أساس المكونات والانتماءات الفرعية، بدلًا من بناء نسيج وطني واحد يقوم على مبدأ المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات.

ويرى السعيدي، أن التحولات السياسية التي أعقبت سقوط النظام السابق أدت إلى تفكك الثقة بين المكونات العراقية، وساهمت في تغذية دوامة العنف والانقسام، خاصة في ظل غياب العدالة الانتقالية وتدخل الأطراف الإقليمية والدولية في المشهد الداخلي.

وتسعى الدراسة إلى، وضع مقترحات عملية لإعادة بناء منظومة التعايش، من خلال إصلاح المؤسسات التربوية والقانونية والدينية والإعلامية، وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني لتكون أدوات لترسيخ الحوار والتسامح، لا أدوات للصراع السياسي.

ويخلص إلى، أن إعادة بناء المواطن العراقي تشكل الخطوة الأولى نحو استقرار حقيقي، وأن ترسيخ قيم التسامح وقبول الآخر هو السبيل لإعادة إنتاج ثقافة وطنية جامعة تتجاوز الولاءات الضيقة وتؤسس لسلام دائم في البلاد.

م.ال

اضف تعليق