بغداد – النبأ

أكد المختص في الشأن السياسي عباس غدير، اليوم الاثنين، الخلافات المتصاعدة بين القوى السنية بشأن اختيار مرشح رئاسة مجلس النواب لم تعد خلافات إجرائية أو مرتبطة بشخصية المرشح بقدر ما أصبحت تعبيراً واضحاً عن أزمة ثقة عميقة وتباين في الرؤى والمصالح داخل البيت السياسي السني.

وقال غدير، لـ"وكالة النبأ"، ان "الصراع الحالي يكشف عن انقسام واضح بين المشاريع السياسية، حيث تسعى بعض الأطراف إلى ترسيخ نفوذها داخل المؤسسة التشريعية، فيما تحاول أطراف أخرى إعادة ترتيب التوازنات بما يخدم مصالحها الانتخابية والسياسية المستقبلية، وهذا الانقسام أضعف القدرة على التوافق وأطال أمد الفراغ".

وبين ان "غياب المرجعية السياسية الموحدة، وتضارب الحسابات بين الكتل، جعلا من منصب رئاسة البرلمان ورقة ضغط متبادلة بدلاً من كونه استحقاقاً دستورياً يجب حسمه بسرعة لضمان استقرار العملية السياسية".

وأضاف ان "استمرار هذا الخلاف ستكون له تداعيات سلبية على الأداء التشريعي والرقابي لمجلس النواب، فضلاً عن انعكاسه على صورة القوى السنية أمام جمهورها، الذي يتطلع إلى تمثيل موحد وقادر على الدفاع عن مصالحه ضمن الإطار الوطني العام".

وختم غدير قوله ان "الخروج من هذا المأزق يتطلب تنازلات متبادلة، وتغليب منطق الشراكة السياسية على منطق المكاسب الضيقة، إضافة إلى اختيار شخصية توافقية قادرة على إدارة البرلمان بمهنية واستقلالية بعيداً عن الاستقطاب".


اضف تعليق