رغم تصاعد التوتر مجددًا في قطاع غزة، أكدت الإدارة الأميركية تمسّكها بوقف إطلاق النار الذي تعتبره إنجازًا دبلوماسيًا حساسًا، محذّرة في الوقت ذاته من أي تصعيد قد يهدد استمراره.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، قبيل مغادرته طوكيو متوجهاً إلى كوريا الجنوبية: "لا أحد يعرف ما حدث للجندي (الإسرائيلي)، لكن الجانب (الإسرائيلي) أفاد بأنه تعرض لإطلاق نار من قناص، فردّت قواته، وأعتقد أن لهم الحق في ذلك"، قبل أن يضيف مؤكدًا: "لكن لا شيء سيعرض اتفاق غزة للخطر".

من جانبه، شدد نائب الرئيس جي دي فانس مساء أمس على أن "اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال صامدًا، رغم ما وصفه بـ"الخروقات المحدودة"، في إشارة إلى، أن واشنطن منحت تل أبيب هامش رد محسوب دون تجاوز حدود الاتفاق.

ضغوط أميركية على نتنياهو

وكشفت قناة (إسرائيلية) أن مسؤولين أميركيين عبّروا عن خشيتهم خلال تواصلهم مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو من أن يؤدي ردّ عنيف على هجوم رفح إلى انهيار التفاهمات مع حماس.

وأكدت أن البيت الأبيض أوصى باتباع نهج أكثر ذكاء يضمن الضغط على حماس لإعادة جثث الرهائن القتلى دون إشعال مواجهة جديدة.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن مستشاري ترامب اقترحوا أن يوجّه الرئيس إنذارًا أكثر صرامة إلى حماس لإعادة جثث الرهائن خلال أيام، مع إبقاء الضغط العسكري (الإسرائيلي) في حدوده الدنيا.

تصعيد ميداني وسقوط عشرات الضحايا

ميدانيًا، شنّت (إسرائيل) عشرات الغارات الجوية على مناطق عدة في غزة أمس الثلاثاء، بعد اتهامها حماس بانتهاك وقف إطلاق النار وإطلاق نار على جنودها في رفح.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 65 شخصًا قُتلوا في مخيم البريج وحي الصبرة وخان يونس جراء القصف.

من جهته، أعلن الجيش (الإسرائيلي) اليوم الأربعاء مقتل أحد جنوده خلال اشتباكات في جنوبي القطاع، فيما قال مسؤول (إسرائيلي) إن "الضربات الأخيرة لن تؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار، بل ستساعد في تنفيذ الاتفاق بشكل كامل"، معتبرًا أن "حماس تماطل وتراوغ، ويجب أن تخشى عودة الحرب".

وبينما يتحدث ترامب بثقة عن صمود الاتفاق الذي رعته إدارته قبل ثلاثة أسابيع، يرى مراقبون أن استمرار الغارات (الإسرائيلية) وردود حماس ينذر بمرحلة هشة من الهدوء، قد تنفجر في أي لحظة إذا ما فشلت واشنطن في ضبط إيقاع الردود بين الطرفين.


م.ال

اضف تعليق